أفاد سفير سوريا لدى روسيا الدكتور بشار الجعفري أنّ المنتدى الاقتصادي الدولي الروسي والذي يضم روسيا والعالم الإسلامي والمعروف باسم “منتدى قازان” يمثل رسالة مهمة وحضارية للتعاون بين جميع أطراف الحضارة الإنسانية.
وفي جلسة للمنتدى اليوم حضرها نائب رئيس الوزراء الروسي “مارات خوسنولين” ومساعد الرئيس الروسي “إيغور ليفيتين” ورئيس جمهورية تتارستان “رستم مينيخانوف” ونائب وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بوغدانوف” صرّح الجعفري قائلاً:
“إن هذا المنتدى يعتبر فعالية هامة جداً يحتاج إليها عالمنا اليوم أكثر من أي وقت مضى، فهو بحد ذاته يمثل رسالة مهمة حول عالم متعدد الأطراف بين روسيا والعالم الإسلامي، وهو رسالة حضارية للتعاون بين كل أطراف الحضارة الإنسانية”.
وأشار إلى أنّ استمرار انعقاد المنتدى سنوياً منذ 14 عاماً يدل على اهتمام روسيا وحرصها على التعاون مع العالم الإسلامي، وهو تعاون مثبت تاريخياً بما في ذلك في واقعه القديم والمتجدد باستمرار.
واعتبر علاقة روسيا مع العالم الإسلامي هي علاقة شفافة ومبدئية غير آنية، لذلك فإن تعزيزها يصب في مصلحة الجميع.
موضحاً إلى أن المنتدى فرصة للتعبير عن “شكرنا نحن في سوريا” للأصدقاء في روسيا الاتحادية قيادة وحكومة وشعبا على المبادرة السريعة التي قاموا بها بمد يد العون مباشرة بعد كارثة الزلزال التي ألمت بسوريا.
ومشدداً على أن روسيا لم تدخر أي جهد إلا وقدمته للشعب السوري في مواجهة هذه المصيبة التي أصابته.
كما أكد الجعفري على الشكر الخاص للعاملين في وزارتي الطوارئ والدفاع في روسيا الاتحادية لطبيعة عملهم الخاص في تقديم المساعدة.
مشيراً إلى أن هذا المنتدى بتنوعه الشديد يقارب الاحتياجات في التعامل بين روسيا والعالم الإسلامي، وهو ما يبرر الاهتمام الكبير من قبل ممثلي العالم الإسلامي به، وسعيهم لتعزيز العلاقات ليس فقط في الجانب التجاري والاقتصادي، وإنما من جهة العلاقات الثقافية والسياسية أيضا بين بلداننا وروسيا الاتحادية أيضاً.
ويذكر بأن الجلسة قد بحثت موضوع “تطوير ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب” اليوم كجزء من برنامج المنتدى الاقتصادي الدولي الرابع عشر “روسيا – العالم الإسلامي ..منتدى قازان 2023”.
حيث تحدث مارات خوسنولين في افتتاح أعمال الجلسة بأنّ إنشاء ممر النقل هو اليوم إحدى الأولويات القصوى لبلدنا والتي حددها رئيس الدولة فلاديمير بوتين.
وشدد على أن طرق اتجاهات منطقة بحر قزوين وجنوبها وجنوب شرق آسيا ودول الخليج كانت دائماً أولوية بالنسبة لروسيا الاتحادية.
وأضاف قائلاً:
“في السنوات الأخيرة تغير الوضع الجيوسياسي بشكل كبير، وأصبحنا مضطرين إلى إعادة بناء السلاسل اللوجستية ونقوم بذلك بنشاط”.
من جانبه اعتبر رئيس تتارستان رستم مينيخانوف أن ممر النقل الدولي هو عنصر أساسي في إطار النقل في أوراسيا، حيث يربط كل المراكز التجارية الواقعة على هذا الخط بدءاً من مدينة بطرسبورغ وصولاً عبر إيران إلى مدينة بمباي الهندية.
مبيناً إلى أنّ الممر يكتسب أهمية خاصة بالنسبة للاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي باعتباره ممراً بديلاً مهما للتنمية الاقتصادية، ورداً على التأثير الاقتصادي والسياسي للاتحاد الأوروبي.
وفي سياق متصل أضاف مينيخانوف بالقول: “ إن الدول الواقعة على طول محور “شمال-جنوب” أبدت اهتماماً بالتفاعل مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي منذ أيار 2018 ، عندما تم توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع إيران، وهناك مفاوضات تجارة حرة مماثلة جارية بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي والهند”.