شدد صناعيو حلب خلال اجتماع الهيئة العامة السنوي على ضرورة تزويد المناطق الصناعية بالتيار الكهربائي على مدار الساعة وإلغا ء الحمايات الترددية الكهربائية في منطقة الليرمون والراموسة الصناعيتين وزيادة عدد المراكز التحويلية وزيادة استطاعتها وتخديم كل المناطق الصناعية بالنقل الداخلي.
وتمحورت مداخلات الصناعيين خلال الاجتماع الذي عقد في فندق شهباء حلب حول ضرورة تسهيل تنقلات الصناعيين والمواد الأولية والمنتجة من وإلى منشآتهم ، ومعالجة مشكلة ضعف الشبكة الهاتفية الخلوية ، وإحداث محطة أوكتان للبنزين في المدينة الصناعية بالشيخ نجار وتوفر المادة فيها على مدار الساعة .
ونوه الصناعيون إلى ضرورة السماح باستيراد المواد الداخلة في ” كحت الجينز ” والعدالة في توزيعها وإعادة النظر بالقرارين / 2070-2071 / لما لهما من دور في ارتفاع تكاليف الإنتاج ، وتوفير مياه الشرب والصناعية في الشيخ نجار.
في موازاة ذلك أكد أصحاب المصابن على ضرورة تثبيت ترخيص دائم وترخيص أداري دائم لكل المصابن التي تقع داخل المخطط التنظيمي لمدينة حلب لأن صناعة الصابون هي من الصناعات الحرفية والتراثية ولا يوجد لها أي تأثير جانبي لجميع السكان وبالعكس صناعة الصابون رائحة طيبة ومنعشة وبنسبة للنفايات التي تخرج من هذه المادة لا تشكل 3 % من المنتج ولها مكب مخصص ، إضافة إلى أنها أصبحت من المعالم السياحية التي تستقطب السياح.
وتركزت توصيات التقرير السنوي لمجلس الغرفة على أهمية تسهيل إجراءات التمويل والإسراع في دعم الصادرات وإيجاد سياسة واضحة للإقراض الصناعي ومنح الصناعيين كل مخصصاتهم من المازوت ، والإسراع بتشميل المناطق الإنتاجية المتضررة بالقانون / 18/ وتنفيذ توصيات المؤتمر الصناعي الثالث .
ورد وزير الصناعة الدكتور عبد القادر جوخدار على جميع مداخلات الحضور مؤكداً أن وزارة الصناعة ستبقى الحاضنة والراعية لهذا القطاع الهام وأن أبوابها مفتوحة لأي مبادرة من شأنها تحقيق النمو الاقتصادي وتطوير القطاع الصناعي بكل مكوناته .
ولفت الدكتور جوخدار إلى أن الحكومة والفريق الاقتصادي يتابعان باهتمام تأمين متطلبات استمرار الصناعة وإدارة الموارد المتوفرة وفق الإمكانيات المتاحة والتوجه نحو ما يعزز الفعاليات الإنتاجية بكافة قطاعاتها من خلال تطوير البيئة التشريعية الناظمة لعملها بما يحقق الكفاءة في استخدام الموارد بعدالة وشفافية.
وكشف وزير الصناعة أن الوزارة تعمل حالياً على تحديث سياساتها الصناعية، إذ بدأت فعلياً بتنفيذ المشاريع الرائدة في مجال الصناعات الغذائية، كما تسعى الوزارة للتقدم في مجال تكنولوجيا الانتاج النظيف واعتماد تطبيقات وتقانات الانتاج المعزز وتعزيز دور الموارد البشرية والتأهيل النوعي والاستفادة من البرامج القائمة و في مقدمتها مشاريع الجودة والتحول الرقمي سواء في القطاعات التقليدية أو في القطاعات الحديثة وذلك بالتشبيك بين مؤسسات القطاع العام وممثلي الأعمال والصناعة ومع الدول الصديقة كالهند وإيران.
بدوره أجاب محافظ حلب حسين دياب على تساؤلات الصناعيين ، مؤكداً أن المحافظة تعمل على تذليل الصعوبات أمام الصناعة الوطنية وتعمل جاهدة لتوفير كل مقومات العمل وتوفير بيئة مناسبة للإنتاج والارتقاء بسوية الأداء الخدمي سواء في المحافظة كافة أو في المدن والمناطق الصناعية وزيادة كمية الكهرباء للمحافظة.
وفي السياق نفسه استعرض رئيس غرفة الصناعة المهندس فارس الشهابي النشاطات التي تم تنفيذها خلال العام الماضي و مشاركتها الفاعلة في تدعيم القطاع الصناعي والتعليمي والمجتمعي، من خلال ما قامت به من أنشطة وفعاليات ومبادرات إغاثية .
وأشار المهندس الشهابي إلى أن المؤشر الاقتصادي بكل ما يتضمنه من تفاصيل، ومنذ عامين يشهد تراجعاً ملحوظاً ما يؤكد أننا نعيش في حالة كساد اقتصادي وانكماش في العملية الانتاجية، الذي أبعدنا عن النمو والتوسع والنشاط وذلك بسبب تداعيات وآثار العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية وانعدام الرؤى والخطط الفاعلة وعدم الإصغاء لأصحاب الوجع .
وطالب رئيس غرفة الصناعة بمواجهة التضخم الحاصل والأسعار المتزايدة بتشجيع العملية الإنتاجية وزيادة العرض في الأسواق والاعتماد على الإنتاج المحلي ومواردنا البشرية كأهم مورد وميزة تنافسية ضمن دول المنطقة.
وقال الشهابي إن الصناعة السورية قادرة على المنافسة وتصدير منتجاتها إلى الأسواق المجاورة والعالمية ،شريطة إحداث تغيير جذري في الفكر والنهج والأساليب، مجدداً إصرار الغرفة على الدعوة لصناعة تنافسية غير احتكارية والتوجه نحو الأسواق المفتوحة غير المغلقة، شريطة أن يكون أي انفتاح تجاري متدرج ومدروس وليس عشوائياً ومبرمجاً، وذلك وفق سياسة عقلنة وترشيد الاستيراد مؤقتاً حسب نمو القدرة الإنتاجية، وبما يتوازن مع الاقتصاد الوطني.
وتضمن المؤتمر عرض فيلم وثائقي عن مجمل الأنشطة والفعاليات التي أقامتها الغرفة، حول ما يخص الدورات التدريبية والتأهيلية وتعاونها مع جامعة حلب وأعمال لجانها في المجال الإغاثي الإنساني، ومراحل تطور آليات العمل في الغرفة والخطط القادمة لتطوير آليات العمل وبما يلبي تطلعات واحتياجات الصناعيين وتوفير البيئة الأمثل لعملهم.
وفي ختام الاجتماع جرى تكريم عدد من الصناعيين الرواد في مختلف القطاعات وشيوخ الكار و أعمدة الصناعة و كبار المصدرين .