نشر موقع “تلغراف” الإنكليزي مقالاً يتحدث عن رضا الساسة الأوربيون على نتيجة الانتخابات التركية التي انتهت بفوز “رجب طيب أردوغان” بولاية جديدة.
وعبّر المقال عن ذلك بالقول: ” أوروبا تتنفس الصعداء مع بقاء أردوغان في السلطة في تركيا”
بالرغم من أن المنافس المعارض لأردوغان “كليجدار أوغلو” قد تعهد أن تأخذ سياسته الخارجية شكلاً منفتحاً على الغرب بعد عقدين من الانكماش سطرها “أردوغان”, ولكن يبدو بحسب مقال “تلغراف” أن للقادة الأوربيون رأياً بعدم الرغبة في انضمام تركيا إلى أسرة الاتحاد الأوربي.
في حين عبّر المقال عن ذلك بالقول ” قد لا يعترفون بذلك ، لكن معظم القادة في القارة يشعرون براحة أكبر عندما تحافظ تركيا على بعدها عن الاتحاد الأوروبي”
وفي الإجابة على سؤال لماذا يشعر الرؤساء ورؤساء الوزراء في الغرب بالارتياح إزاء بقاء “أردوغان” في السلطة رغم نفاذ صبر الاتحاد الأوربي و دول تحالف الناتو من نزوات أردوغان الميالة تجاه دعم روسيا في مواجهاتها للغرب في أوكرانيا؟
يعزو المقال هذا التساؤل لسبب غريب وهو الخوف من ” أسلمة “الثقافة” اليهودية المسيحية ” في أوروبا.
وبعد سعي سياسة الدول الغربية لتكريس ثقافة الإسلام فوبيا داخل المجتمع الغربي, وكن في الآونة الأخيرة وبشكل مفاجئ أبدت بعض دول الاتحاد الأوربي أمام الرأي العام الغربي لملمتها للضغينة التي رسخها خطاب الكراهية في الإسلام فوبيا
من خلال تقليد بعض المناصب لحاملي الجنسية المسلمة كتعيين امرأة مسلمة قنصلاً عاماً لبريطانيا، وأنّ تسليم “حمزة يوسف” رئاسة اسكتلندا.
ولكن مع مراقبة تصريحات كلٍ منهما التي ظهرت على الإعلام بعد توليهما المنصب ومع ربط التخوف الأوربي من انضمام تركيا لعالم الغرب كدولة ليست بذات هوية إسلامية سوى في الإطار العام الغير مجدي تجد أن الغرب يبدي نوع من البروبغندا الفارغة تجاه محاولة إنصاف الشرائح المسلمة وقد تبدو شكل السياسة الغربية تجاه العالم الإسلامي أو الشرائح المسلمة داخل أوروبا سياسة “العصا والجزرة”.
على أية حال, صحيح أن الأوربيون لم يباركوا لأردوغان فوزه في الانتخابات إلا أن مقال “تلغراف” يرى أن المزاج الغربي مرتاح نفسياً لوجوده في سدة الحكم التركي وتفضيله على “كليجدار اوغلو” صاحب النفس الغربي لأن أردوغان يحافظ على مسافة أمان بين تركيا وأوروبا ولديه علاقات جيدة مع روسيا, وبالتالي تحافظ أوروبا من خلال أردوغان على طريق خط رجعة أو وسيط بين أوروبا وروسيا في حال أخذت الحرب الروسية الأمريكية في أوكرانيا منحىً لا يروق للمصالح الأوربية.