نشرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية تقريراً لها بعد يوم من تصريح للرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أشار فيه إلى أن انضمام السويد إلى حلف “الناتو” سيصبح ممكناً بعد انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي.
حيث رأت الصحيفة أن أنقرة تحاول التقرب من الغرب بهدف الحصول على مكاسب اقتصادية واستثمارات وبذلك يعيد أردوغان هيكلة السياسة الخارجية لبلاده بعد فوزه في الانتخابات، لافتةً إلى أن خطوة أردوغان هذه لقيت ترحيباً من الدول الأعضاء في حلف الناتو كما تعد الأحدث في سلسلة من القرارات التي تهدف إلى “تهدئة” التوترات بين أنقرة والغرب.
هل تقرب أردوغان من الغرب صفقة سياسية؟
أشارت الصحيفة إلى أن رغم سعي أردوغان للتقرب من الغرب إلا أنه ماتزال هنالك شكوك فيما إذا كان أردوغان يرى ذلك كجزء من تحول واسع في السياسة الخارجية التركية أو مجرد صفقة سياسية لخدمة مصالح أنقرة المباشرة.
علماً أن تغيير لهجة تركيا يأتي في الوقت الذي تحاول فيه يائسة استعادة المستثمرين الأجانب الذين فروا من البلاد خلال الأزمة الاقتصادية التي شهدتها تركيا”.
وقد نقلت الصحيفة عن مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي أنه “بالنسبة لأردوغان الأمر كله يتعلق بالاقتصاد”.
لماذا يسمح الغرب لأردوغان بقربه منهم؟
في حين نشرت صحيفة “تلغراف” مقالاً بعد فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية تتحدث فيه عن رضا رؤساء الغرب بفوزه، معبّراً المقال عن ذلك بالقول: “أوروبا تتنفس الصعداء مع بقاء أردوغان في السلطة في تركيا”.
وطرح المقال تساؤلاً بأنه رغم نفاذ صبر الاتحاد الأوربي و دول حلف الناتو من نزوات أردوغان الميالة تجاه دعم روسيا في مواجهاتها للغرب في أوكرانيا، فلماذا يشعر الرؤساء في الغرب بالارتياح إزاء بقاء “أردوغان” في السلطة؟
وفي الإجابة ذكر المقال أن الغرب يخاف من أسلمة “الثقافة اليهودية المسيحية” في أوروبا.
وبالتالي يكون أردوغان المنفذ الوحيد للغرب بين الاتحاد الأوروبي وروسيا في حال أخذت الحرب الروسية الأمريكية في أوكرانيا منحىً لا يروق للمصالح الأوربية، خاصةً وأن النتائج الكارثية لتلك الحرب بدأت بالظهور على دول الاتحاد.
كيف أخضع الغرب أردوغان لإرادتهم؟
ويُذكر أنه عندما أحرق القرآن في السويد سرعان ما عبر أردوغان عن رفضه لقبول مثل هذه الأعمال، لكننا في الجانب الآخر نراه يوافق على مطلب شركائه بالموافقة على انضمام السويد لحلف الناتو وكأن شيئاً لم يكن!
فهل قام الغرب بإغراء أردوغان بتجهيز اتفاقيات بخصوص إعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي وامتيازات واستثمارات جديدة للحد من الهجرة الجماعية إلى أوروبا”؟