كتب “خالد عبود” على صفحته على الفيسبوك؛ “لم يقع فقط عامّة السوريّين في فخّ الحريق السوريّ، وتحديداً في نسخته الأخيرة، الحاصلة في أكثر من منطقة من أراضي وطننا الغالي، وإنّما هناك غالبيةٌ ساحقةٌ لنسقٍ عميقٍ من النخب والمثقفين السوريّين – وتحديداً أبناء تلك المناطق التي يجتاحها الحريق اليوم – ما زالت هذه الغالبية تمارس دورها ذاته الذي مارسته في مطلع أحداث 2011م!!”.
وأضاف أن “غالبيّةُ هؤلاء المثقّفين غير معنيين الآن، فالبعض منهم ما زال يكتب قصائده للحبيبة، وينثر كلماته على سرير معشوقته، ويتغنّى بسحر الكأس العاشر، والبعض الآخر ما زال مشغولاً بالتنقيب بتاريخ الحكمة، وفلسفة التخمين، ومنطق الظنّ، وحروب ورايات القرون الوسطى!!”.
وأشار إلى “أنّ غالبيّة هؤلاء، يظنون بأنّ انخراطهم في إطفاء هذا الحريق، سوف يسيء لشاعريّتهم يوماً، أو يسيء لشعبيّتهم، أو يسيء لاعتبارات الجوائز التي ينتظرونها، أو المنابر التي يسعون للتسلّق عليها، أو الجرائد والمواقع التي يزحفون كي تبقى ترضى عنهم وتتبارك بهم!!”.
وتابع قائلاً: “يجهلُ هؤلاء أنّ الحريق التهمهم وأكلهم، وأصبحوا جميعاً من الماضي!!”.
يحاول “خالد عبود” في هذا المقال أن يتحدث عن فئة المثقفين الذين لا تتعدى ثقافتهم عن كونها “كرت ميموري” يحفظون أبياتاً للشعر وأسماء لبعض الفلاسفة ومقولاتهم، هؤلاء يرون الواقع بسطحية كثقافتهم السطحية التي لا تملك هدفاً سوى جمع المتابعين وعدد من التفلاعلات على منشوراتهم، ويخافون خسارة شهرتهم وأدواتها ويعتبرون رماديتهم في النظر إلى تحديات مجتمعهم وسيلة تحفظ لهم أكبر عدد ممكن من الجماهير المختلفة الرؤى والأطياف.
إن المثقف الذي يجب أن نراه جيداً ونهتم به، هو ذلك المثقف النخبوي الذي يعيش في الواقع ويخوض معاركه، فهو الذي يستطيع أن ينقل الواقع كما هو، وأن يعمل على تطويره، وهو المستعد لفعل أي شيء ويضحي بكل شيء للنهوض بمجتمعه.
وعندها لا يمكن لفتيل النار أن يشتعل ليحدث حريقاً يلتهم الجميع، بل يمكن أن نواجه الحريق بكل جاهزية وعقل.