وصف الضابط المتقاعد في “جيش” الاحتلال الإسرائيلي “أفيغدور كهلاني” اليوم الأحد، أن حرب تشرين الأول 1973 شكّلت “صفعة” للكيان الصهيوني ، قائلاً أنها كانت بمثابة “صفعة قوية للغاية على الوجه”، مؤكداً أنّ “كل شي تغيّر بعد حرب الغفران.. لم تعد ثمّة مُقدّسات”.
وخلال مقابلته مع وكالة “فرانس برس” قال “كهلاني” الذي كان قائداً لكتيبة “الدبابات 77” الإسرائيلية “فجأةً أدركنا أنها حرب شاملة”، مضيفاً خلال 24 ساعة سقطت مُرتفعات الجولان بأكملها في أيدي السوريين.
ولفت إلى أنّ “المعدات السورية كانت أكثر، فكلّ ثماني أو عشر دبابات تقابلها دبابة إسرائيلية واحدة”، لافتاً إلى أنّ نوعية الدبابات السورية كانت أفضل من الإسرائيلية.
وتحدّث كهلاني عن الأيام الأولى للحرب، قائلاً: “كان يمكن لمن يُراقب مجرى الأحداث أن يقول لا يوجد لدينا أي فرصة لحسم الحرب”.
واختارت كل من سوريا والقاهرة شن هجوم مُشترك، في يوم كانت “إسرائيل” تُحيي “عيد الغفران”، أحد أقدس الأعياد اليهودية، وهو يوم صوم تُشلّ خلاله حركة الكيان.
وذكر الضابط الإسرائيلي المتقاعد أنّ عدد القتلى في “جيش” الاحتلال خلال الأسابيع الثلاثة للقتال تجاوز عتبة 2600 شخص .
وعن نتائج الحرب بالنسبة لكيان الاحتلال، قال “كهلاني” إنّ نتيجتها كانت استقالة رئيس أركان الجيش “دافيد إليغازر” ورئيس الاستخبارات العسكري “إيلي زعيرا” في العام 1974.
و يرى العسكري السابق أنّ حرب 1973 مثّلت “تحذيراً” لـ”إسرائيل” من “الأخطار الوجودية” المحيطة بها، والتي يرى أنّها تتمثّل في المرحلة الراهنة بإيران، ألد أعداء “إسرائيل” في المنطقة.
وفي وقتٍ سابق، قالت العقيد في احتياط “جيش” الاحتلال الإسرائيلي “تاليا لانكري” أنّ “هيئة الأركان العامة للجيش تقوم بتقدير للوضع في كل أسبوع، منذ يوم الغفران (حرب أكتوبر 1973)”، مضيفةً أنّ ذلك دائماً ما ينتهي بسؤال: “هل يوجد مؤشرات تدل على حرب أم لا؟”، وخصوصاً مع “الحديث عن حزب الله، وما يحدث عند الحدود الشمالية، وكيف يطوّر قواته”.
يشار إلى أن القضية الأساسية في حرب تشرين التحريرية هي أن زمام المبادرة قد انتزع ولأول مرة في تاريخ العرب الحديث من يد العدو الإسرائيلي فالقرار التاريخي بشن الحرب لتحرير الأرض المحتلة يعتبر القرار الأكبر والأهم شأناً في تاريخ العرب المعاصر.
ورغم مرور 49 عاماً على حرب تشرين التحريرية لا يزال الاحتلال حتى يومنا هذا يخفي الكثير من خسائره على أرض الجولان المحتل حيث حطم الجيش السوري أسطورة “الجيش الذي لا يقهر” .