أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة محط اهتمام الأطفال وانشغالهم بها، والتي تمثلت بهيئة لص يسرق منهم وقتهم ونشاطهم حتى أدمغتهم لم تسلم منه.
ومن أبرز الأمثلة التي توضح مخاطر هذه المواقع:
في الأعوام الأخيرة ظهر العديد من الألعاب الإلكترونية اجتاحت دول العالم حيث تهدف إلى تهكير بيانات اللاعب فور تسجيل دخوله ثم تبدأ بتهديده بالوصول إليه إذا لم ينفذ ما يطلب منه وكانت تبدأ بتحديات بسيطة ثم تزداد صعوبة لتطلب من الضحية الانتحار أو أي عمل يؤذي نفسه وكانت ضحية أحد هذه الألعاب فتاة تبلغ من العمر 17 سنة حيث قامت بسكب وإشعال البنزين على والدتها وشقيقها وأيضا شخص قام بحلق شعره تنفيذاُ لطلب اللعبة ومن هذه الألعاب لعبة مريم ولعبة الحوت الأزرق.
الأضرار الكارثية لهذه المواقع على الأطفال؟
تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال بشكل كبير إذ نرى الأطفال يقضون بالساعات أمام أجهزتهم المحمولة دون حركة ولا نشاط ،كما أنهم ابتعدوا عن ممارسة الرياضة مما يسبب لهم الاضطراب والقلق وقلة النوم والزيادة في الوزن والبدانة ،حيث أكدت الدراسات أن كثرة استخدام الهواتف المحمولة تسبب زيادة في إفراز الجسم لهرمون الميلاتونين المسؤول عن القلق والاضطراب.
كما ساهمت هذه المواقع في تغير سلوكيات الأطفال فقد تزيد من مشكلة التنمر الالكتروني التي تؤدي لفقدان الثقة بالنفس وعدم تقدير الذات وتزيد العصبية والقلق والانطوائية والعزلة حيث يحدث اندماج عنيف وإدمان عند الطفل وذلك لمشاهدة المقاطع والدردشة طوال الوقت مع الأصدقاء مما يجعله يهمل علاقته الأسرية.
إضافة إلى الخلل الأخلاقي التي تتسببه في السلوكيات حيث أنها تعرض يومياً الكثير من المقاطع والإعلانات المخلة بالآداب التي تؤثر على عقول الأطفال بحيث يتعلمون كلمات وألفاظ غير لائقة وربما تقودهم للانحراف المبكر .
وتكمن مخاطر هذه الوسائل الفيروسية بأنها تخدم دول الغرب وخاصة أمريكا ،حيث تروج لأفكارها من خلال نشر المقاطع التي تقيد عقول الأطفال وتوجه تفكيرهم بما يخدم مصالحهم ويؤثر على مستواهم الدراسي كما أن الأطفال يصبح لديهم هاجس لمواقع التواصل مما قد يؤثر على تركيزهم وانخفاض مستوى تحصيلهم وتشتيت أذهانهم.
سبل الوقاية من إدمان وسائل التواصل:
إن ما سبق ذكره من آثار تجعل أولياء الأمور أمام مسؤولية كبيرة تدعوهم إلى تقديم التوجيهات والإرشادات الكفيلة بالاستخدام الآمن للمواقع، وزيادة الوعي لدى الطفل من خلال إسداء النصائح المهمة بشأن ذلك مثل التقليل من استخدام الهاتف وتوخي الحذر بشأن من يصادقهم ويتحدث إليهم في مواقع التواصل وأن يحافظ على سرية بياناته ،وذلك بعدم الدخول إلى روابط غير موثوق بها وأن لا يتحدث مع الغرباء على مواقع التواصل.
وأيضاً رفع الوعي الديني من خلال إسداء النصائح المهمة له مثل اجتناب المواقع التي تنشر صور وأفلام غير أخلاقية وتوضيح حرمتها له، كل هذه النقاط التي ذكرناها سابقاً عن كيفية مساعدة الطفل على تجنب الوقوع في مخاطر مواقع التواصل توفر السكينة والاطمئنان.
ختاماً..
ساعدت هذه الوسائل التي تعد الذراع الاستراتيجي لأمريكا في تسهيل انتشار العولمة والسيطرة على دول العالم وثقافتهم من خلال تحويل العالم لقرية كونية وهو الهدف التي تسعى إليه أمريكا لتضليل وتزيف وعي الأمم والشعوب ، لذلك لابد من الحيطةِ والحذر من أن يقع أطفالنا فريسةً لهذا الفخ كونهم غير مدركين لكافّة الأمور مهما تمتعوا بذكاء أو ثقافة فهم ما زالوا يفتقدون للخبرة الكافية في كيفية التعامل والتعاطي مع وسائل التكنلوجيا الحديثة.