أكدت بعض المصادر العاملة في مجال تربية الدواجن أن ارتفاع الأسعار الحالي غير منطقي خاصة سعر بيض المائدة، إذ حقق المربون أرباح جيدة، وبالمقابل أشار آخرون إلى أنه يحق للمربين تعويض بعض من خسائرهم خلال السنوات السابقة، مشيرين إلى أن الأسعار مرتبطة بالعرض والطلب، حيث لفتوا إلى أن المعطيات توحي بزيادة في الإنتاج وضعف في الطلب ما يعني حكماً انخفاض الأسعار وفقاً للمعادلة ولكن الواقع الراهن عكس ذلك.
وأوضح مدير منشأة دواجن حمص الدكتور “حسام عبد اللطيف” أن معظم إنتاج المنشأة من بيض المائدة يباع للقطاع العام الذي يطرحه بالسعر التمويني في صالة وادي الدهب، مشيراً إلى العمل على فتح صالة أخرى في أحد الأسواق الشعبية.
وبيّن “عبد اللطيف” أن المنشاة تربي قطعان “أمّات البياض” المنتجة للصوص البياض والذي يؤمن حاجة منشآت القطاع العام، والفائض يباع لمربي القطاع الخاص، إضافة إلى تربية دجاج بيض المائدة والفروج الذي يلبي حاجة القطاع العام والفائض يباع بالأسواق المحلية بأسعار منافسة.
أسباب ارتفاع السعر…
أشار “عبد اللطيف” أن ذلك يعود لأسباب عدة منها التسارع الحاد بسعار مستلزمات الإنتاج وخاصة المواد العلفية (ذرة صفراء وكسبة فول الصويا) إضافة إلى ارتفاع أسعار حوامل الطاقة اللازمة لتشغيل الحظائر والتدفئة وأيضاً ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية وخاصة اللقاحات الأجنبية وصعوبة تأمينها.
وأضاف أن صعوبة استيراد الصيصان الجدات والأمات (بياض فروج) من شركات أجنبية نتيجة الحصار الاقتصادي وأيضاً تعثر العملية التسويقية كون أسعار منتجات الدواجن مرتبطة بموضوع العرض والطلب والذي تأثر بضعف القوة الشرائية لدى المواطنين وعدم تناسب التحسن الطارئ في أسعار منتجات الدواجن من بيض المائدة ولحم الفروج مع تكلفة وحدة المنتج مما أوقع المربين في خسائر مالية كبيرة نجم عنها خروج ما يقارب 70% من مربي الدواجن.
مقترحات لتخفيض الأسعار…
بدأ “عبد اللطيف” بمطالبة المؤسسة العامة للأعلاف بتأمين مخزون ثابت من المواد العلفية على مدار العام لضمان استمرار الدورات الإنتاجية للدواجن، وضبط الأسعار والمنافسة في السوق المحلية وتأمين مخصصات المازوت والفحم الحجري لمنشآت الدواجن لزوم التدفئة وتشغيل المولدات الاحتياطية على مدار العام وبأسعار مدعومة.
كما طالب بتأمين المداجن ضد الكوارث والأمراض والوبائية ليتمكن أصحابها من تعويض الخسائر التي تلحق بهم، وتقديم قروض ميسرة تمكنهم من تشغيل المداجن المتوقفة أو المتضررة إضافة إلى تشجيع الاستثمارات الداخلية والخارجية لقطاع الدواجن وأهمها إنشاء مذابح آلية لتوضيب المنتج بما يلائم أذواق المستهلكين، وإحداث وحدات تبريد وتجميد المنتجات النهائية تتناسب مع حجم الإنتاج لامتصاص الفائض من البيض والفروج أثناء انخفاض الاستهلاك والأسعار وطرحها أثناء ارتفاع الأسعار، مقترحاً إحداث اتحاد نوعي لمربي الدواجن أو صيغة مناسبة ترسم الملامح الاستراتيجية والأساسية للمهنة وتنظيمها وتطويرها.
يذكر أن الأسعار الحالية في محافظة حمص للفروج الحي حوالي 37 ألف ليرة، والمذبوح 50 ألف، أما الشيش 70 ألف والفخاذ كاملة 41 ألف والسودا 55 ألف والجوانح 35 ألف والوردة 44 ألف وسعر صحن البيض حوالي 63 ألف ليرة سورية بحسب وزنه، علماً أن هذه الأسعار تتفاوت بين حي وآخر مع تقديم عروض بيع نظراً لانخفاض الطلب على الفروج.