بعد حرب إجرامية أنزفت كاهل غزة بأكملها وامتص الكيان دماء شعبها حتى الاختناق، هل ستكون المعارك الضارية التي تشهدها غزة اليوم في أيامها الأخيرة والتي أسماها الكيان “المرحلة الصعبة” من الحرب على قطاع غزة، رغم إصرار الكيان على استمرار وحشيته لإنهاء المقاومة.
في هذا السياق قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، أن الأخبار التي نشرت في اليومين الأخيرين عن توسيع العمليات البرية للكيان الإسرائيلي تظهر أمرين؛ أولهما أن المناطق الشمالية لقطاع غزة لم يتم السيطرة عليها بعد لضراوة المقاومة وقوتها. والثاني أن الكيان يشم رائحة النهاية، ويحاول تحقيق المزيد من الأهداف قبل إعلان وقف إطلاق النار.
وزعمت أنه يمكن أن تسمى ترتيبات نهائية في غزة، هذا بهدف تسهيل تواجد الكيان في قطاع غزة في المرحلة المقبلة، وذلك في النصف الأول من شهر كانون الثاني، مرجحةً أن يتم تسريح جزء كبير من جنود الاحتياط وسيكون جيش الكيان منشغلاً بعمل حزام أمني يفصل القطاع عن المستوطنات المحيطة به، سيكون عرضه حوالي كيلومتر واحد، فيما قد تشهد المرحلة المقبلة عودة الآلاف من مستوطنين غلاف غزة.
ولكن كل ما يفكر به الكيان ليس إلّا أحلام تحقيقها صعب ومنالها مستحيل، فقد كشفت الصحيفة أنه كان واضحاً للجميع منذ اليوم الأول أن التصفية والإبادة والدمار، هي أمنيات متوقعة عندما يتعلق الأمر بالضربة التي تلقاها الكيان في 7 تشرين الأول، ولكن الأمنيات ليست خطة عسكرية، وليست استراتيجية.
وأضافت: “إن التوقعات المفرطة تثير خيبة الأمل، سيكون ذلك مؤلما بشكل خاص في صفوف الكيان وفي صفوف العناصر اليمينية المتطرفة التي كانت تأمل في حرب متعددة الجبهات تؤدي إلى ترحيل ملايين الفلسطينيين وتجديد الاستيطان في قطاع غزة”.
إن زعزعة الكيان وتخبطه النفسي والعسكري يرسم خطوط عريضة وواضحة لبدء انتهائه، فأي خطط يحاول تنفيذها؟، وأي أحلام تالفة يسعى لأجلها؟، فالطريق الذي تسير إليه غزة اليوم سيكون كما تريدها المقاومة لا الكيان