بعد مرور ما يقارب الثلاثة أشهر وتخبط الكيان عند الحدود الفلسطينية اللبنانية وفشله في مواجهة المقاومة اللبنانية؛ واعترافه بقدرتها على خوض أطول المعارك؛ اعترف الصحفي الصهيوني في صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية “عيدان أفني”: أنّه “تم إطلاق بالون اختبار نهاية الأسبوع قيل فيه للمستوطنين في المستوطنات التي تبعد 3.5 كيلومتر عن الحدود إنهم يمكنهم العودة إلى منازلهم”.
وكشف “أفني” أن “في الجيش الإسرائيلي نفوا هذا الكلام، لكن بالون الاختبار كان قد أصبح في الجو، بينما المستوطنون الذين يخافون من اليوم الذي سيطلب منهم فيه العودة الى منازلهم شعروا بالضغط”.
وزعم أنه “في الأسابيع الأخيرة وضعت المقاومة اللبنانية لنفسها هدفاً تمثل في منازل المستوطنين عند الحدود الشمالية، في حين تحول الأمر إلى روليت وهو نوع من الألعاب، فبمجرد انقشاع الضباب ظهرت المقاومة مرة أخرى”، مؤكدةً أن “النتيجة كانت مأساوية”.
من تخلى عن الجنوب يتخلى عن الشمال…
وأقرّ بأنه في السابع من شهر تشرين الأول فُقدت الثقة بحكومة الاحتلال وبالجيش، قائلاً: “من تخلى عن الجنوب سيتخلى عن مستوطني الشمال، ولن نعود إلى المنزل من دون الشعور بالأمن، وهذا الشعور نحدّده نحن”.
ودعا الوزارء وأعضاء الكابينت، والأفراد في الألوية وفي هيئة الأركان في الكيان للنظر إلى مستوطنة “يئيري”، حيث قال: “اسألوا أبناء عائلاتكم إذا كان أحد منهم مستعد للانتقال للسكن عند الحدود، وإذا كان هناك شجاع واحد يعتمد على جندي إيطالي في قوات “اليونيفيل”، وشجاع واحد بين متخذي القرارات مستعد أن يلعب “روليت” مع المقاومة اللبنانية.
كما اعترف أن المقاومة اللبنانية أعلنت أن الصواريخ المضادة للدروع الجديدة التي بحوزتها تصل إلى مسافة عشرة كيلومترات، وأردف: “منزلي موجود على بعد ثمانية أمتار من السياج، وهو بارز ليراه الجميع من لبنان، من كل منزل في الخيام، ومرجعيون، وكفركلا، بينما الأماكن التي يمكن منها إطلاق النار متعددة، من دون ردع، ومن دون إنذار، ومن دون أي شيء يمكن أن يحمينا”.
أفعال المقاومة اللبنانية تحدد مصير الحدود…
وقال: “منذ السابع من تشرين الأول، الكلمات لا تحدد، بل الأفعال فقط هي التي ستحدد، لكن بينما يهدد رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” ووزير الحرب الإسرائيلي “يوآف غالانت” الأمين العام لحزب الله السيد “حسن نصر الله” ويتعهدان أن حزب الله قد ابتعد عن السياج، فإن قوة رضوان محسوسة هنا كل يوم في الميدان، وفقط إبعاد حزب الله عن السياج بالقوة وإنشاء حزام يمنعه من الوصول إلى الحدود هو الذي سيضمن لنا الهدوء الأمني”.
وكشف عن نقاش دار قبل عدة أسابيع حول إنشاء عائق فيزيائي يوقف المقاومة اللبنانية، وقد اقترحوا إنشاء عائق على بعد حوالي عشرة كيلومترات من السياج، وإذا دخلت المقاومة فإنها ستتوقف عند العائق على مسافة عشرة كيلومترات من السياج، فيما عشرات الآلاف من المستوطنين يعيشون ضمن مسافة عشرة كيلومترات، وسيبقي عليهم الكيان بين الحدود والعائق، أو بعبارة أخرى، بيد المقاومة اللبنانية”.
حرب الشمال ستشتعل عاجلاً أم آجلاً…
وأقرّ أيضاً بأنّ الكيان يواصل التفكير الدفاعي، فيما الذي يرتدع عن الحرب يهرب من الخبر، فالحرب مع المقاومة اللبنانية ستحصل، هذه السنة أو السنة المقبلة أو العقد المقبل، فلا تقولوا لنا إنّ المقاومة لا تريد حربًا، فالحقيقة أنّ المقاومة تريدها، وهي تريد فقط تحديد توقيتها، ولقد حان الوقت لكي تأخذوا زمام المبادرة، وتُبعدوا تهديد الصواريخ المضادة للدروع عن منازلنا، وأن تهتموا أن يتمكن أطفالنا في الشمال، مثل أطفالكم في الوسط، من العيش بأمان، وخلاف ذلك، سيبقى الشمال المكان الأجمل والأوحش”.
ومن هنا نرى بأن الكيان لا يعترف فقط بقدرة المقاومة على خوض أكبر مواجهة بل يعترف أيضاً بأن نيران الحرب في الشمال مرهونةً بقرار المقاومة، فمتى تريد تشعلها أو تخمدها.