مع تطور العلوم والتكنولوجيا في عصر التقدم كشفت شركة “Neuralink” التابعة ل “إيلون ماسك” عن تقنية جديدة حيث أزاحت الستار عن جهاز بحجم العملة المعدنية بدون أسلاك والذى يعتبر واجهة ثورية بين الدماغ والآلة يمكن أن تطمس الخطوط الفاصلة بين الإنسانية والتكنولوجيا، حيث سيقوم هذا الجهاز بخياطة ما يصل إلى 1024 قطبًا كهربائيًا رفيعًا بعرض 5 ميكرون بشكل صعب للغاية في دماغ الإنسان.
وحول طريقة زرعها فقد تم الاعتماد على روبوت جراحياً طورته الشركة ذاتها مخصصاً لإجراء عملية الزرع وذلك لصعوبة وصل الأقطاب الكهربائية بالدماغ إذ تحتاج لعمليات معقدة ودقة كبيرة حيث يقوم الروبوت بإدخال الشريحة وسلسلة من الأقطاب الكهربائية والأسلاك فائقة الدقة داخل جمجمة المستخدم وترسل الشريحة إشارات الدماغ لا سلكياً إلى تطبيق تابع للشركة المصنعة فيقوم بتحويل هذه الإشارات إلى أفعال ونيات.
ما بين الأمل بإنسان خارق والمخاوف المتعددة
هذا التطور الذي شكل أحد أهم التحديات في العصر الرقمي لا يخلو من المخاطر إذ تكمن مخاطره بأنه يمكن المجرمين الإلكترونيين من الوصول إلى واجهات الدماغ والكمبيوتر (BCIs) لمحو المهارات وقراءة الأفكار أو الذكريات، وهو خرق أسوأ من أي نظام آخر كما يمكن من التحكم والسيطرة على أصحابها فقد يتحول الإنسان إلى “روبوت” يسير وقد يُقدم على ارتكاب جرائم وعدة أمور خطيرة تهدد سلامته ووجوده وبالتالي تفرض رقابة متزايدة عليه وقد تسهل عمليات التجسس واختراق العقل البشري والتحكم بأفكاره وأعضائه وبالتالي قد تعيد خلق مجموعة من البشر مبرمجين إلكترونياً.
ولعل الجزء الأخطر هو إمكانية التحكم في الذكريات وخلق سعادتك الخاصة من خلال التركيز على اللحظات الجيدة وإبعاد المقلقة لك، فقال “ماسك” عن عمل الشريحة “المستقبل سيكون غريباً، وفى المستقبل ستتمكن من حفظ الذكريات واستعادتها، ويمكنك تخزين ذكرياتك بشكل أساسي كنسخة احتياطية واستعادة الذكريات ومن المحتمل أن تقوم بتنزيلها في جسم جديد أو في جسم إنسان آخر.
وبعد أن فشلت أمريكا من السيطرة على العالم بالطرق الحربية والإعلامية لم تجد طريقاً سوى الذكاء الاصطناعي والسيطرة على عقول البشر لتتحكم بهم وكان اختراع الشريحة الدماغية أكبر خدمة لأمريكا إذ يمكن للشريحة أن تفتح نافذة للمتسللين لغزو أفكار أو ذكريات المسؤولين السياسيين والعسكريين، وتسمح للصوص آخرين يحاولون تنفيذ هجماتهم الرقمية الخاصة، كما يمكنها التحكم في أنظمة الدفاع، وأسراب المركبات الجوية بدون طيار، أو التعاون مع أنظمة الكمبيوتر للقيام بمهام متعددة أثناء المهام المعقدة، كما تعمل على توسيع نطاق التقنيات العصبية في جمع الاستخبارات العسكرية، وتحليل الصور، وكشف التهديدات والخداع.
بالإضافة إلى تطوير استخدامها للتعامل مع حالات إعاقة الخصوم بعضها عسكري وأمني واستخباراتي يهدف في النهاية للسيطرة على عقول البشر وتطويعهم لمن في يده التحكم في الشريحة، كما تمكن الكيان الإسرائيل من اللحاق بركب هذا التطور لتصبح رائدة في استخدامه في المجالات العسكرية
حيث يثير استخدام إسرائيل للأسلحة المعززة بالذكاء الاصطناعي تساؤلات أخلاقية عن قدرة التكنولوجيا على تسهيل العنف وزيادة تجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم بينما لا تتكلف إسرائيل أي تكلفة بشرية تذكر في حربها ضد الفلسطينيين لكن استخدام إسرائيل لتقنيات الذكاء الاصطناعي في انتهاك حقوق الإنسان لا يقتصر على الفلسطينيين وحسب، فإسرائيل هي واحدة من أكبر مصدري الأسلحة في العالم.
هل يخطط ” إيلون ماسك” لاحتلال أدمغة البشر؟
منذ اللحظة الأولى التي أعلن”ماسك” فيها عن الإنجاز الجديد للشركة، حتّى انقلبت وسائل التواصل الاجتماعي العربية إلى أشبه ما يكون بمظاهرة تقف مع وضد تصريحات الرجل في الوقت نفسه، فتجد جانباً يقول إن ماسك يُخطِّط لثورة على الطبيعة البشرية ناقلاً إياها إلى عالم “ما بعد الإنسانية”، بينما يتّهمه الآخر بأنه يتخطى الحواجز الأخلاقية كلها ويُخطِّط لعالم تحكمه قواعد مجموعة أفلام “تيرميناتور” أو “روبو-كوب” هذا ولم نتعرّض بعد لمجموعة نظرية المؤامرة.
وبدوره لفت الرئيس التنفيذي لشركة “تكنولوجيا” إلى أنه رغم تركيز ماسك على أن هذا المشروع سيساعد بإعادة العمل بوظائف بعض الأعضاء الحيوية التي تعرضت للتلف مثل البصر والحركة إلا أن هناك مخاوف حقيقية من الأبعاد الخطيرة التي قد تنتج عن عملية اختراق الشركات التقنية لدماغ الانسان فإمكانية تحويل الشريحة الى أداة للتجسس، أو حتى للتحكم بالعقول من قبل بعض المهووسين بالتكنولوجيا هو أمر ممكن، وبالتالي فإن هذه النقطة تشكل أيضا عائقا كبيرا أمام إقناع العلماء والأطباء وحتى الناس العاديين بالقبول بما تطرح شركة ماسك.