التراث الثقافي الصناعي هو ظاهرة بشرية تنتج من سعي الإنسان المستمر لتطوير محيطه عبر المجموعات المجتمعية، مما في ذلك المعتقدات والتقاليد والعادات والإبداعات والفنون الشعبية التي تشكل ثقافة المجتمع المميزة له والخاصة به دون سواه وصولاً إلى الأنماط الإنتاجية والاقتصادية وعلاقاتها ببعضها البعض وتفاعلاتها مع سبل نقل الخبرات عبر الأجيال.
صابون الغار:
يطلق عليه الذهب الأخضر في محافظة حلب، صناعة الصابون هي مهارة مرتبطة بالجنون الحرفية التقليدية، كما تعد من أقدم الصناعات حيث وجدت في ألواح طينية بمدينة إيبلا شمال غرب سوريا تعود إلى 2400 قبل الميلاد، وفي القرن السادس عشر تطورت هذه الصناعة لترقى إلى مستوى المعامل، وقد أضحت اليوم من الصناعات المهمة الداعمة للاقتصاد السوري وخاصة حلب.
ويصنع الصابون من زيت الزيتون الطبيعي وزيت الغار بأدوات بسيطة تقتصر على الوعاء الذي توضع فيه المكونات وتحرك بأعواد خشبية من قبل العاملين، بالإضافة إلى القوالب الخشبية المستخدمة لتجانس سطح الخليط بعد سكبه وجعله بمستوى واحد بشكل مسطح دون ميلان.
الموقع الطبيعي لصناعة صابون الغار:
انتشرت صناعة الصابون في مدينة حلب في الشمال السوري وكسب في الساحل السوري، حيث تتركز حقول الزيتون في مدينتي حلب وإدلب.
ويطلق اسم “الصبان” على من يقوم بتصنيع الصابون، و يدعى مكان عمله ب “المصبنة”، وقد انتشرت المصابين في حلب حيث نجد الذكور العاملين بهذه الصناعة يسيرون وفق خطة معينة مضبوطة لإنتاجهم للصابون، فيقومون بتصنيعه وعمل الخلطة شتاءً وتجفيفه صيفاً ومن ثم تأتي مرحلة التعبئة في أكياس الخيش ومن ثم طرح المنتج في السوق.
استدامة صناعة الصابون:
هناك العديد من المعامل التي لا تزال قائمة في مدينة حلب بالرغم من الصعوبات التي حلت عليها وأزمتها السابقة مثل:(معامل الزنابيلي، معامل العطار)، التي تقوم بصناعة الصابون معتمدة على المواد الطبيعية اللازمة للصناعة.
ونظراً لأهمية صناعة الصابون والمقاومة في دعم الاقتصاد الوطني وتنشيطه تقوم وزارة الصناعة بمشاركة المعامل في مؤتمرات الصناعة العالمية.