يبدو أن الجريمة لا عمر لها وأن الموت لم يعد بتلك الرهبة التي كانت ما قبل الحرب على سوريا، وهذه الجريمة على غرار مثيلاتها من جرائم مفرزات ما بعد الحرب.
حيث أفادت وزارة الداخلية عن ورود إخبارية إلى شرطة منطقة “الرستن” في حمص بوجود جثة مرمية ضمن منشأة صناعية خاصة، وعلى الفور توجهت دورية إلى المكان، وتبين أنها عائدة للمدعو (عمار. خ)؛ الذي يعمل بصفة حارس للمنشأة، والوفاة ناجمة عن خنقه بواسطة وشاح، وقد تعرضت المنشأة للسرقة من قبل أشخاص مجهولين.
وفي سياق المتابعة والتدقيق بالحادثة مع عمال المنشأة، وعددهم حوالي عشرون عاملاً؛ فقد تم الاشتباه بأحدهم ويدعى (محمد. ب) تولد 2007‘ وبالتحقيق معه اعترف بإقدامه على الاشتراك بحادثة السرقة والقتل بالاشتراك مع كل المدعو (زكريا. أ) تولد 2007 وشقيقه المتواري، حيث تم إلقاء القبض على (زكريا) واسترداد القسم الأكبر من المسروقات، وهي عبارة عن أكبال نحاسية، وأدوات كهربائية، واسطوانة غاز، وسلمت إلى صاحب المنشأة أصولاً.
وأكدت الوزارة أن التحقيقات مازالت مستمرة مع المقبوض عليهما والبحث جارٍ عن المتواري المذكور وسيتم تقديمهما إلى القضاء لينالا جزاءهما العادل.
يبدو أن ما أفرزته الحرب هي مجرمين بمقتبل العمر اعتادوا حمل السلاح بدل حمل الكتب، ويبدو أننا على أعتاب جيل قد يمتهن الجريمة؛ وهنا يطفو دور الأهل إلى سطح التربية، بالإضافة الى دور الجهات المعنية التي لم تألو جهداً بخصوص مكافحة الجريمة.