بعد انتشار أنباء عن تسمم الطلاب في إحدى مدارس ريف دمشق التابعة لتربية القنيطرة، وذلك بعد انتهاء تلقيح جميع الطلاب، لاحظ فريق التلقيح وجود بعض الأعراض الجانبية لدى بعض الطلاب على شكل ألم بطني، وإقياء ودوخة ل11 طالباً، حيث تبلغت وزارة الصحة عن وجود حالة اختلاج حدثت لطالبة في مدرسة فواز شنوان.
ونتيجة لذلك، تم تشكيل لجنة لمتابعة اللقاح الذي تم إعطاؤه لطلاب المدرسة، حيث أفاد مدير الصحة في محافظة القنيطرة الدكتور “عوض العلي” أن اللجنة ما زالت مستمرة بعمليات التحليل والاختبار لرصد النتائج، مؤكداً أن اللقاح آمن وسليم وليس هناك ما يستدعي الخوف، لافتاً إلى أن اللجنة تضم مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية الدكتورة “هتون الطواشي”، ومدير الصحة في محافظة ريف دمشق الدكتور “ياسين نعنوس”، ومدير صحة القنيطرة الدكتور “عوض العلي”، وكذلك مختصين من دمشق، وعدد من المعنيين.
اللقاح آمن ومعتمد من منظمات عالمية
وأشار “العلي” أن اللقاح آمن وسليم ومعتمد من منظمات عالمية، ومع ذلك تم إرسال الدفعة المخصصة من اللقاحات والتي كانت بحوزة مديرية الصحة في محافظة القنيطرة، إلى وزارة الصحة، لفحصها وإخضاعها للاختبارات لزيادة الأمان وللتأكد من صحتها.
وبالسياق ذاته، لفت إلى أن اللقاح الذي تم إعطاؤه للتلاميذ هو نفسه الذي تم تلقيح نحو 350 ألف طالب منه في مختلف المحافظات، وكان نصيب محافظة ريف دمشق منه أكثر من 50 ألف طالب، ومثله تقريباً لطلاب في محافظة دمشق، ولنحو 8 آلاف طالب في القنيطرة، ولم يحدث لأي طالب أي أعراض أو أمراض، مرجحاً أن ما حدث هو نتيجة وجود حالات مرضية لدى الطالبة تسببت بما حدث لها من أعراض بعد أخذها اللقاح، إذ إن الطفلة كان لديها ربو قصبي وتشنج حنجرة مسبقاً، علماً أن إدارة المدرسة أبلغت أولياء التلاميذ عبر أبنائهم باللقاح.
ونوه أن معظم الحالات التي حدثت لباقي الطلاب كانت نتيجة خوف ورهاب مما حدث أمامهم لزميلتهم، وكان عددهم 11 تلميذاً تأثروا بالحالة، إلا أنه على الفور عادوا لوضعهم الطبيعي، وتم إسعاف عدد منهم للاطمئنان عليهم.
واعتبر أن حادثة اللقاح، وما تم تداوله عبر مختلف المواقع، كان عبارة عن ردة فعل مبالغ فيها، فجميع اللقاحات التي يتم تزويد وزارة الصحة فيها، وكذلك الصحة المدرسية، هي عبارة عن لقاحات معتمدة من منظمات عالمية، وآمنة.
لو هناك خطر 1 % لم يكن ليتم تلقيح الأطفال
أما بالنسبة لتعرض الطفلة لحالة تحسس، أفاد “العلي” أنها ناتجة عن أنها تعاني من زلة تنفسية، وتتناول أدوية لذلك، إذ تم إعطاؤها العلاج المناسب ومراقبة وضعها، وفقاً لكلام مدير صحة القنيطرة.
كذلك، أوضح أنه لو كان هناك خطر 1 % لم يكن ليتم تلقيح الأطفال، ولم يسبق أن حدث ذلك في سوريا فهي سبّاقة باستدراك الأمراض عبر تقديم اللقاحات اللازمة تحسباً لحدوثها، مؤكداً على سلامة اللقاح.
وحول إمكانية الاستمرار بحملة اللقاح في ظل تخوف الأهالي مما حدث، شدد على أن اللقاح آمن وسليم، وليس فاسداً، مطمئناً الأهالي بأن لا وجود لأية آثار جانبية له، مؤكداً استكمال حملة اللقاحات، فهي آمنة واللقاح من أنجح اللقاحات، حيث تنفّذ حملات ضد شلل الأطفال، والسل وغير ذلك منذ سنوات طويلة، ولتشجيع الأهالي والتلاميذ، أعلن عدد من عناصر الكادر الطبي بأنهم سيعطون اللقاحات لأبنائهم وأمام زملائهم في المدارس، منوهاً بأن خوف الأهالي مبرر، نتيجة الإشاعات.