توثق النقوش المسمارية إسهامات الحضارة السورية، ودورها الرئيسي في ظهور نظم الكتابة، والحساب، وتطورها في العالم، وريادة الحضارة السورية في ميدان الكتابة والحساب لم يكن محض صدفة؛ بل هو ثمرة التقدم الحضاري الذي دأب السوريين على إنجازه في العصور السابقة.
وانطلاقاً من أهمية النقوش المسمارية في حضارة سوريا، أقامت المديرية العامة للمتاحف اليوم محاضرة علمية بعنوان “النقوش المسمارية وأبجدية رأس شمرا معطيات لغوية أثرية جديدة” قدمها الدكتور “محمود أحمد السيد”، في القاعة الشامية بالمتحف الوطني بدمشق.
حيث تحدث الدكتور” محمود السيد” خلال المحاضرة عن اكتشاف رقيمات تقول: ” إن السوريين في مملكة إيبلا دونوا القوانين عام 2350 قبل الميلاد، وهي أقدم قوانين في العالم دونت قبل 300 عام من تاريخ صدور قانون أورنمو المؤرخ بعام 2050 قبل الميلاد وشريعة حمورابي المؤرخة بالقرن الثامن عشر قبل الميلاد”.
وبالسياق ذاته، لفت إلى أن وثائق إيبلا تضمنت أول قانون مدون في العالم بجرم السرقة، وأقدم نص قانوني مدون في العالم بجرم غش الزيت، وقدم السوريون أول قانون في العالم يعاقب المزارع المتقاعس عن إنتاج أفضل أنواع الشعير.
كما أشار إلى أن السوريين عرفوا نظريات المثلث القائم، والمثلث متساوي الأضلاع، ومتساوي الساقين والدائرة، مضيفاً: إن هذه النظريات ظهرت قبل فيثاغورث وهي مدونة في الشرق القديم، ولم تظهر مع اليونان.
وبدوره، أوضح المدير العام للآثار والمتاحف “محمد نذير عوض” أهمية المحاضرات العلمية التي تقيمها المديرية، والتي تسلط الضوء على المقتنيات الأثرية السورية، وتتحدث عنها بسياقها العلمي الأكاديمي، والتي تقدم لجمهور من الباحثين، والطلاب المتخصصين، والمهتمين بمجال الآثار السورية.
ومن جانبه، أكد المتخصص بمجال التخطيط السياحي المستدام المهندس “فيصل نجاتي” أنه عندما نقول سوريا مهد الحضارات، هو كلام ليس من فراغ، بل إن سوريا قدمت الكثير للحضارة الإنسانية، فيما يتعلق بعلوم الكتابة، والاقتصاد، والزراعة، والعلاقات التجارية، والطقوس الدينية والاجتماعية، وهكذا محاضرات تكمن أهميتها في مواكبة كل ما هو جديد في علوم التراث والآثار والثقافة.