أخبار حلب _ سوريا
أقامت جمعية سور للتراث الثقافي وبالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية عرضاً حول (الهوية والتراث المادي ودوره في مرحلة إعادة الإعمار)، قدمتها المهندسة المعمارية “ذكاء كرزون” في منارة حلب القديمة بشارع السجن القديم.
حيث شرحت المحاضرة الحاصلة على ماجستير في التنمية العمرانية علاقة الإنسان بالعمران، والبحث عن العلاقة التبادلية بين التأثير والتأثر بالبيئة العمرانية كتأثير قلعة حلب على أهالي المدينة؛ وتعريف الهوية وهي القدرة على تمييز الشيء من أشياء أخرى.
كما بينت وجود مستويات واضحة للهوية منها الفردية والجماعية والوطنية ونشأتها، وما يطرأ عليها من تغيرات وكيفية التماهي معها من قبل أفراد المجتمع.
وحول الهوية العمرانية استعرضت المهندسة “كرزون” تفاصيل ومكونات الهوية العمرانية التي تعكس قيم وثقافة المجتمع والاختلاف في التغيير العمراني الذي يكون تجسيداً لثقافات المجتمعات، وقدمت تعريفاً لمفهوم الثقافة والهوية الثقافية، مبينة أن أهم عامل تتأثر به الهوية هو الزمن وأهمية التراكم التاريخي في تكوين الثقافة وبالتالي تكوين الهوية.
وأوضحت في سياق الحديث عن مفهوم التراث والتراث المعماري وأنه يشكل حجر الأساس في بناء الهوية الثقافية، والتطرق لمفهوم التراث الحي الممتد من عمق التاريخ واستمراريته لليوم واستعماله وإشراكه في التنمية المستدامة، انطلاقاً من كون التراث ما زال حياً وتوعية الناس بأهمية التراث الذي يعزز الانتماء وإدراجه في عمليات التنمية وعدم عزله.
كما تلا المحاضرة استعراض نشاطات ميدانية تتعلق بربط التراث بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتراثية والتنمية المستدامة، من خلال الأخذ بعين الاعتبار الدور الأساسي والفاعل للتراث المادي.
وفي سياق متصل أوضحت المهندسة المعمارية “ثريا زريق” مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة جمعية سور أنه من الأهداف الرئيسة للجمعية المساهمة في توعية المجتمع، بأهمية التراث الثقافي السوري بشقيه المادي واللامادي وأهمية الحفاظ عليه باعتباره جزءا من هوية الفرد والمجتمع، وأن الموضوع المطروح يستهدف عرض التراث المادي والهوية التي تعد رمزاً لكل إنسان سوري.
وكون الهدف من إقامة المحاضرة في الحقيقة تعريف الجمهور المتابع للمحاضرات على الهوية الحلبية واستمراريتها عبر مئات وآلاف السنين حتى يومنا هذا، بالإضافة لربط موضوع التراث والهوية ودورهما في التنمية الاقتصادية والتنمية السياحية والاجتماعية وما يتعلق بهما في شتى المجالات.