أخبار حلب _ سوريا
لا يخفى على أحد طبيعة الكيان البربري، ولا نتفاجأ من وحشيته المعجونة في جسده وأفكاره، ولكن ما يلفت الانتباه؛ أن تخرج دولة داعمة للكيان، ولها تاريخ عريق بالاحتلال؛ وتتحدث عن همجية الكيان الإسرائيلي ضد أهالي غزة، فمن قرأ التاريخ ولو قراءة عابرة؛ يجد أن فرنسا هي أحد أبرز وأكبر الدول التي شاركت في الحروب ضد شعوب عربية واحتلت أرضها كما فعل الكيان، ومارست الوحشية كما يفعل.
فرنسا تشهد على وحشية الكيان؟!!!
حيث نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية مقالاً بعنوان “استراتيجية الفوضى غير المقبولة لإسرائيل في غزة”، وقد كتبت الصحيفة عن المجازر التي تمرّ بها غزة؛ وأنها كشفت الكثير عن معاناة أهل غزة إضافة لما تكشفه الأحداث عن طبيعة الكيان الإسرائيلي.
كما ذكرت أن في يوم الخميس، 29 شباط، قد تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين 30 ألف شخص، مبينةً أنّ هذه تقديرات ما تبقى من الخدمات الصحية التي تسيطر عليها المقاومة الفلسطينية.
وفي هذا السياق، أقرّت أنه إضافة إلى هذا فإن مأساة جديدة أضيفت إلى أهوال الحرب، حيث تم إطلاق نار على حشود في غزّة كانت متجمعة للحصول على مساعدات غذائية حصل بعدها تدافع أدى إلى سقوط عشرات الشهداء، كاشفةً أن هذا هو نتيجة العوائق التي يضعها الكيان أمام إيصال المساعدات الغذائية التي أصبحت حيوية، والتي تدفع بلا هوادة هذه الأراضي المكتظة بالسكان نحو المجاعة.
وإضافةً إلى ذلك اعترفت أنه لا ينبغي اعتبار هذه المأساة حادثة معزولة؛ لأنها تكشف ما ينوي الكيان فعله في غزة، بعد معارك لم تضع لها نهاية حتى الآن؛ رغم غياب الحصول على أهدافه المزدوجة، وهي “تحرير الرهائن” و”القضاء على المقاومة الفلسطينية”.
باعتراف فرنسي… الكيان مجرم….
وذكرت أنه بعد السحق المُمنهج للشريط الضيق من الأرض، الذي حوله جيش الكيان إلى حقل من الخراب؛ على حساب خسائر بشرية فادحة، والذي يتضمن الآن تدمير أدنى شكل من أشكال الإدارة، والذي لا يقتصر على المقاومة فقط، إنما محاولة قتل “الأونروا”، والتي يعتبر عملها حاسماً في غزة، جزءاً من عملية الفوضى والخراب الذي يقوم به الكيان.
وبالمثل؛ بينت أن ما يؤكد مساعي الكيان؛ هو رفض “نتنياهو” السماح بعودة السلطة الفلسطينية، _وذلك وفقاً لرغبات “بايدن”_ لتحل محل المقاومة، فالكيان يريد أن تسود الفوضى.
وفي غضون ذلك؛ أوضحت أن الدول المطبّعة مع الكيان، بدءاً بأمريكا بالإضافة إلى الأوروبيين، سيكونون شركاء إذا استمروا في التمويل دون المطالبة بأي شيء في المقابل، من أجل البقاء الذي أصبح موضع تساؤل الآن في هذه المنطقة، مثل مظهر الوضع الراهن السائد في الضفة الغربية التي أفسدها الاستيطان الإسرائيلي.
وختمت أنه على العكس من ذلك، يمكنهم أن يقرروا إقامة بداية لتوازن القوى إذا اقتنعوا بأن حماية المدنيين في أرض لا يستطيع الكيان المطالبة فيها بأي حق معترف به دولياً؛ هي شرط أساسي لأي منظور سياسي.
ماذا تريد فرنسا؟؟؟
وبعد هذا؛ فإن ما نشرته الصحيفة الفرنسية يثير الشكوك، بل يجب وضع إشارات استفهام كثيرة أمامه، فمتى كان الإعلام الفرنسي يهتم لسلامة المدنيين في فلسطين، أو أي دولة عربية أخرى؟ كما أن ما تحدثت الصحيفة عنه بشأن أفعال الكيان الهمجية؛ في وقت فرنسا تدعمه وتدعم كل أشكال الإرهاب يثير تساؤلات مهمة.
فهل حقاً الكيان بدأ يخسر داعميه، وفرنسا بدأت تسحب يدها من الوقوف بجانبه بسبب وحشيته ضد أهالي غزة؟! وهذا الأمر هو الأضعف احتمالاً، أم أن هناك مساعي خبيثة تجهّز فرنسا لها؛ وتريد تبييض صفحتها أمام الدول لنيل مصالحها؟! والتي لن يمرّ وقت طويل حتى تتجلى وتنكشف.