أخبار حلب _ سوريا
من الطبيعي أن نجد داخل الكيان مفتت ومتآكل؛ لأن طبيعته الوحشية تجعله يتصرف بعشوائية وأنانية مع الجميع، وهذا ما جعله مقسّماً وعنصرياً، يفرّق بين إسرائيلي وآخر؛ رغم أنهم كيان واحد ومن دم صهيوني واحد.
فإنه ليس غريباً أن يكون الكيان مقسماً بهذا الشكل، فهو لم يشكل دولة أو أمة تجعل أوصاله متماسكة، أو يكون له هوية تمنعه من الانقسام العشوائي، فهو مجرد صنع غربي، تم حقنه بالهمجية والعدوانية ضد كل شعب متمسك بهويته وعروبته.
ولأن عنصريته واضحة ولا مجال لإخفائها؛ فقد نشرت إحدى الصحف الأمريكية عمّا تعيشه الأقلية الحريدية في الكيان، مبينةً أن هذه الأقلية عانت لفترة طويلة بسبب انفصالها عن التيار الرئيسي في الكيان الإسرائيلي.
الحرب توسع الفجوة داخل الكيان…
حيث كشفت الصحيفة أن ما زاد من توسّع الفجوة هو الحرب، الأمر الذي جعل المستوطنين الصهاينة المتشددين دينياً في القدس المحتلة يتظاهرون في أحد أحيائها، وهم يهتفون لجندي عائد من الخدمة العسكرية.
وفي ذات السياق، أضافت أن في مدرسة دينية يهودية، كان قد اجتمع طلاب متشددون أيضاً للاستماع إلى ضابط يتحدث عن واجباته العسكرية، إضافة إلى كنيس حضره بعض اليهود الأكثر تديناً، خصص الأعضاء لفافة توراة تخليداً لذكرى جندي قُتل في غزة.
ليكون ذلك محاولة من جيش الكيان لإدخال المتدينين الذين تم إعفاؤهم من الخدمة العسكرية في إطار الحرب والمواجهة.
وإضافةً إلى ذلك؛ أوضحت الصحيفة أن طوفان الأقصى كان سبباً في تحفيز ومضات من التضامن الأعظم بين قطاعات من الأقلية اليهودية الأرثوذكسية المتطرفة والتيار العلماني في الكيان، بالتزامن مع المخاوف من التهديد المشترك في التعجيل باندماج بعض الإسرائيليين الأكثر انعزالية.
كما أشارت إلى أنه مع استمرار الاعتداء الصهيوني على غزة واستدعاء جنود الاحتياط الإسرائيليين للخدمة لفترات طويلة أو إضافية؛ أصبحت الانقسامات القائمة منذ فترة طويلة حول الإعفاءات العسكرية لليهود الأكثر تديناً في البلاد مرة أخرى في قلب المناقشة.
وفي سياق ذلك، لفتت إلى أن أجزاء من المستوطنين المتنامين بسرعة من اليهود الأرثوذكس المتطرفين، المعروفين بالعبرية باسم “الحريديم”، يعيدون النظر في دورهم في نسيج الكيان، مضيفةً إلى أن هناك أعداد كبيرة أعربت بشكل غير عادي عن دعمها أو اهتمامها بالخدمة العسكرية، وذلك وفقاً لبيانات الاقتراع والإحصاءات العسكرية، رغم وجود غالبية عظمى من “الحريديم” لا تزال تأمل في الاحتفاظ بإعفائها.
ولكن من ناحية أخرى فإن الخدمة العسكرية تأتي في نهاية المطاف لبعض المتدينين، سواء أرادوا ذلك أم لا، الأمر الذي جعل حكومة “نتنياهو” على حافة نهاياتها، في حال تمديد إعفاءهم أو البدء في إدراجهم في المسودة.
متدينو الصهاينة ومواجهة التحديات الأمنية…
وبالمثل فإن هذا جعل المتدينين في مواجهة المسؤولين العلمانيين، مثل “يوآف غالانت”؛ الذي يريد زيادة مشاركة المتدينين في جيش الكيان الإسرائيلي، ويهدد بإسقاط الائتلاف الحاكم.
وفي سياق ذلك ألقى “غالانت” خطاباً عن التحديات، مبيناً أنه يجب على المستوطنين مواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها حكومة الكيان.
وفي الوقت الذي يحرص الأغلبية على مشاركة المتدينين في الحرب لمواجهة المقاومة؛ كانت أركان الكيان تهتز بالكامل، وذلك بسبب معركة الطوفان التي لم يكن للكيان توقعاً بحدوثها؛ وغالباً فمن المتوقع أن تستمر نتائجها الاجتماعية والسياسية لسنوات عديدة.