أخبار حلب _ سوريا
هل خرجت الأمور عن السيطرة؟! هل أصبح الكيان بعين الجميع همجياً متسرعاً لا يطاق؟! وبعيداً عن مواجهة المقاومة له دفاعاً عن حقها في الأرض، وثورةً في وجهه كمحتل يغتصب الأرض والعرض، وبعيداً عن الاستهدافات التي يتلقاها من كل الجهات المقاومة، نجد أن قلقاً كبيراً من همجيته يأتي من جهة الغرب، أو كتعبير أدق، الأم التي صنعت طفلاً ورمته بعيداً، تلطم خديها لسوء تصرفه ومخالفته تعليماتها.
وفي توضيح للتمرد المزعوم للكيان الصهيوني، وتمثيل واشنطن لدور المعاقب، فإن وثيقةً كتبتها واشنطن بشكل سرّي، تتسرب فاضحةً المفضوح، وكاشفةً عن قلق أمريكي من الاستراتيجيات الخاطئة التي ارتكبها الكيان في حربه بغزة، وخوف من سلوك همجي آخر للكيان في غزة.
حيث زعمت الوثيقة الفاضحة، والتي كتبت الأسبوع الماضي؛ أنه يوجد “أزمة مصداقية” كبيرة لدى أمريكا بالنسبة للكيان الصهيوني، نتيجة العمليات العسكرية في غزة، وقد حذرت واشنطن من أن سمعة الكيان المشبوهة تتضرر ولكن على مستوى عالمي واسع، كما أعربت عن قلقها من غياب تصور للمشهد العام لدى الجانب الصهيوني، وقد شددت الوثيقة على الحاجة لممارسة ضغط دبلوماسي لتغيير مسار الأحداث.
ولكن، هل حقّاً هذه الوثيقة التي تدّعي الصحف أنها مسربة موجودة؟! هل تريد أمريكا التي تعانق الكيان كلّما ابتعدت عن الأصداء الإعلامية أن تقطع رباط الود الذي ربطته بالكيان منذ أن صنعته، من أجل غزة أو المدنيين والأطفال؟، بالطبع لا يمكننا الانسياق وراء السيناريوهات التي يمثلها كلا الطرفين على العلن، فكلاهما يخلع الزيّ الذي أنهكه أمام الإعلام، ويرتدي زيّه الحقيقي.
فأمريكا كتبت وثيقة خفيّة تعبّر عن قلقها سرّاً من أفعال الكيان، ولم تعلن أمام أي جهة عن إيقاف تصدير الذخيرة لها، وذلك لأن الخلافات والصراعات والوثائق التي تشجب بها أمريكا إسرائيل هي بالاتفاق، تخرج أمريكا بصفحة بيضاء بأنها دولة لديها حس إنساني، ويصبح العالم أكثر أماناً بأن الكيان سيهوي بسبب هذه الخلافات.
وإذا كان الكيان سيهوي حقاً فإنه سيهوي على يد المقاومة التي لن تنتظر وثائق أمريكية، ولا تصريحات كلامية على الإعلام التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
تابعنا عبر منصاتنا :