أخبار حلب _ سوريا
تحت طائلة الاستهداف العسكري الذي طال القنصلية الإيرانية في دمشق وعلى وقع طبول الحرب التي قرعت ولم تحصل بكامل أركانها ومسمياتها؛ بات الكل بانتظار الرد الإيراني الذي لم تعرف ماهيته إلى الساعة ولكن الشيء المتفق عليه أن الرد آتٍ لا محالة وأن نار إيران اللاهبة على عكس سياستها الباردة في الرد وسيبقى الكيان على قدم واحدة ينتظر صاروخه المحتوم.
قراءة في مشهد الرد الإيراني
خطاب الأمين العام لحزب الله السيد “حسن نصر الله”، يوم الجمعة، كان مليئاً بالإشارات ولكن دون تحديد واضح لتوقيت وكيفية ومكان الرد، كما تطرق الأمين العام لدلالات الرد وركز على الطعن في عنوان “نتنياهو” المتمثل بالرد المطلق وهجرة مستوطني الشمال، ومن بديهيات خطاب السيد هو أن الرد سيكون إيرانياً خالصاً.
كما نوّه الأمين العام إلى أن فكرة الوقت والتوقيت ليست محصورة في أيام أو ساعات معينة، وهذه حرب إضافية تثقل كاهل الكيان الذي رفع جهوزيته إلى أعلى مستوى في حرب استنزاف مجهولة الوقت، وشغل منظومة تعطيل ال (GPS) المرتبطة بتحديد المواقع والأهداف وانتظار الرد التي حسب ما نوه السيد “نصر الله” هي حرب مفتوحة لها احتمالات حرب ثالثة أو ربما وضع نهاية حقيقة لحقبة كيان يسمى إسرائيل.
تفاصيل الحرب أهم من الحرب
يبدو أن “نتنياهو” يعمل على جر الأمريكيين نحو حرب هم ليسوا بمعزل عنها ولكنهم ليسوا مستعدين لها لذلك يعتمدون على تعطيلها بشتى الوسائل، ولكن قبل الدخول في الحرب يجب دراسة تفاصيل هذه الحرب التي يبدو أن “نتنياهو” بات مجبراً على زج كيانه فيها في معركة وجود هي الأخيرة؛ فمن سقف أهداف سقط على رأس الكيان متمثلاً بكذبة “نتنياهو” بالنصر المطلق والذي يجمع الإسرائيليون على وهمية حصوله إلى تقويض حكم “حماس” الذي لم ولن يحصل الى دخول الشمال المهجر شهره السابع دون مخاض نصر ولو وهمي، وعزوف أكثر من 81% من المستوطنين عن العودة إلى الشمال المحتل قبل إبعاد حزب الله مسافة أمان عن الحدود وهذا يعني تفكك مجتمعات الشمال التي تمثل حجر أساس في المشروع الاستيطاني الصهيوني الذي تطرق له الأمين العام لحزب الله في خطاب يوم القدس ملمحاً إلى أن المعركة قد تصبح يوماً ما في عمق مستوطنات العدو ولن تقف فقط عند الحدود.
هذه التفاصيل كلها تعطي انطباعاً حقيقياً أن المنطقة نحو مخاض قواعد جديدة للاشتباك وتسويات قد تخرج الأمريكيين من العراق وسوريا، وحزام دول محور المقاومة الذي بات قاب قوسين أو أدنى من النصر.
سيناريوهات الرد وما بعد الرد
تتناقل وسائل الإعلام بنهم ومراقبة شديدة؛ أخبار الرد الإيراني المنتظر فترجح أوساط مقربة من دائرة صناعة القرار في “طهران” أن قرار إيران بأخلاء المجال الجوي غرب ووسط البلاد من الملاحة الجوية يعني أن الرد يمكن أن يكون في أي لحظة، وعن السلاح المرجح استخدامه فتؤكد أغلب الوسائل الإعلامية (حتى العبرية) بأن الصواريخ “الفرط صوتية” والمسيرات القاذفة هي سلاح الرد لسببين أساسيين:
السبب الأول: أن سلاح الصواريخ يلعب دوراً في حاسماً في فرق التوقيت عن غيره من الأسلحة.
السبب الثاني: أن إيران بترسانتها العسكرية الضخمة تنوي زج أسلحة جديدة وتجربتها في هذا الرد؛ الذي يعتبر فرصة رائعة وسط ارتياح قيادة إيران في قرار الرد لأنه بات مطلباً شعبياً إيرانياً على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم السياسية وهذا ينفي أي مفاوضات لمنع الرد.
ختاماً
يكمن السؤال هنا؛ ماذا سيحصل بعد الرد الإيراني هل سيكون هناك اعتداء صهيوني آخر قد يأخذ المنطقة نحو حرب عالمية ثالثة؛ خاصة وأن قرارات مجلس الأمن المتعلقة بإسرائيل تأخذ صفة “الفخرية” فقط، أم سيكتفي الكيان برد الفعل الإيراني ويلتزم جانب الصمت؟
وهل سيقف الأمريكيون موقف المتفرج من الرد الإيراني خاصة بعد تلويح الأخير برسائل عبر البحر بإدخال بارجة الشهيد ” رودكي” إلى الخدمة في الأسطول الإيراني، كل هذه التكهنات مرهونة بلحظة سقوط الصواريخ على الكيان وما بعده من ساعات تعطي للمنطقة وجهها الجديد وللكيان بداية النهاية وتعطينا نحن أمل الصلاة في القدس عما قريب.
تابعنا عبر منصاتنا :