أخبار حلب _ سوريا
“لا للعنف الأسري” هذه الرسالة التي يستخلصها المتابع بعد مشاهدة فيلم “يومين” الذي قام بإخراجه “باسل الخطيب” عن قصة للفنان “دريد لحام” وسيناريو “تليد الخطيب” وإنتاج المؤسسة العامة للسينما.
حيث يروي الفيلم الذي تم افتتاح عرضه الأول في صالة سينما الزهراء في حلب مساء أمس حكاية الجد “غيث” الذي شاءت المصادفة أن يلتقي بطفلين هاربين من بيتهما، بسبب العنف الأسري لتبدأ الحكاية وتتوالى الأحداث في قرية “طرنيبة النهر” بعد أن جعلته كذبة بيضاء صغيرة من قبل الطفلين بطلاً في عين أهل القرية بإنقاذهما من عصابة الاتجار بالبشر، وبذلك يحقق الطفلان هدفهما بالإقامة معه ومع ابنته “سلمى” في القرية إلى أن يعودا إلى منزلهما بعد تدخل الجد “غيث” ونجاحه بالعثور على والدي الطفلين “نغم” و”صباح” عن طريق الفيس بوك.
من جانبه بين المخرج “باسل الخطيب” بأن فيلم “يومين” يعتبر استمرار للتعاون مع الفنان الكبير “دريد لحام” الذي بدأ “بدمشق حلب” ثم “الحكيم” واليوم يقدم للجمهور فيلم “يومين” محافظاً على نفس الخط الإنساني البسيط بتقديم حكاية اجتماعية إنسانية مشوقة للناس.
وفي سياق متصل أوضح “الخطيب” بأن الفيلم يعالج ظاهرة جداً خطيرة من الظواهر التي تعاني منها سوريا ألا وهي ((العنف الأسري)) وهي ظاهرة عالمية وليست محلية فقط وفي الأول والأخير يكون ضحيتها الاطفال، وبما أن الأطفال بالنسبة للمجتمع المستقبل والاستمرار لذلك نحاول من خلال أعمالنا أن نوفر لهم شروط حياة نموذجية قدر الإمكان من أجل تنمية الطفل وتربيته وتعليمه كي يكمل المشوار الذي بدأناه بشكل خلاق ومبدع.
وأما فيما يخص مكانة فيلم “يومين” يضيف المخرج “الخطيب” بأن الفيلم يحتل مكانه مماثلة لبقية أفلامه السينمائية إذ يعتبره كولد من أولاده، واليوم فيلم “يومين” طفل جديد دخل على أسرته الفنية واحتل فيها مكانته منوهاً بأن التعاون مع الفنان “دريد لحام” بالنسبة له يعد مكسباً لا يقدر بثمن.
وتأخذ فكرة الفيلم أهميتها حسبما وصفها الفنان “دريد لحام” إذ تشير إلى مسألة هامة جدا ألا وهي العنف العائلي وكيف يسهم في تدمير الأسرة وفي مقدمتها الأطفال مبيناً بأن شخصية الجد “غيث” التي لعبها في الفيلم شخصية ذات مدلول إيجابي وهي بشكل أو بآخر تأوي طفلين هاربين من منزلهما وتساعدهما كي يعودا للمنزل.
ومن جهة أخرى وجه الفنان “لحام” الشكر الجزيل لمدينة حلب على استقبالها الحميم جداً له ولأسرة العمل وإلى كرم الضيافة والحب الكبير من جمهور حلب مشيراً إلى أن فكرة الفيلم جاءت من حبه للأطفال وخاصة الأطفال المحرومين والمظلومين في المجتمع.
وحول تجربته مع المخرج “باسل الخطيب” في هذه التجربة وفي تجارب سابقة يقول الفنان “لحام” بأن المخرج “خطيب” رائع على المستوى الشخصي والعملي يعرف ماذا يريد متمنياً الاستمرار بالتعاون معه إلى مالا نهاية.
من جانبها أوضحت مديرة المهرجانات في المؤسسة العامة للسينما “رشا بركات” بأن مدينة حلب دائما حاضرة في جميع فعاليات وأفلام المؤسسة، ولها الأولوية بكل شيء بدليل بدء العروض السينمائية من حلب إلى باقي المحافظات موضحةً بأن الشراكة الثالثة بين الفنان “دريد لحام” والمخرج “باسل” شراكة اتسمت بالنجاح على كافة المستويات.
ونوهت “بركات” بأن ما تنتجه المؤسسة من أفلام في مضامينها ذات هدف ورسالة تحمل طابعاً ثقافياً إنسانياً واجتماعياً وليس تجارياً، فمثلاً في مرحلة الحرب على سوريا تم إنتاج أعمال سينمائية مميزة سلطت الضوء على تبعات الحرب على المواطن السوري وعندما خرجنا من الحرب اليوم، تم البدء بإنتاج القصص اللطيفة الاجتماعية لكي ننسى قليلا آثار الحرب وفيلم “يومين” يحمل رسالة إنسانية ليشكل رمزية عميقة تدل على أن المواطن السوري مازال ذاك المواطن الذي يحمل المحبة والإخاء.
الجدير بالذكر أنه شارك في بطولة الفيلم إلى جانب الفنان “دريد لحام” كل من الراحل “أسامة الروماني”، “رنا شميس”، “محسن غازي”، “يحيى بيازي”، “حازم زيدان”، “نجاح مختار”، “وائل زیدان”، “مؤنس مروة”، “رهام التزة”، “نور الوزير” والطفلين: “شهد الزلق”، “جاد دباغ”، وتم إهداء الفيلم إلى روح الفنان الراحل “أسامة الروماني”.
تابعنا عبر منصاتنا :