أربكت أمريكا استفاقة العالم المبكرة، بعد أن وجدت الدول أيادي أمريكا تمتد إلى جيوبها بينما عيونهم كانت شاخصة باتجاه ابتسامتها العريضة باسم الديمقراطية والحضارة وحقوق الإنسان.
بدأت أمريكا تلملم حبات السُبحة اتي انقطع خيطها فتناثرت واحدةً تلو الآخر منذ أن خسرت رهانها في سورية.
التمرد العالمي على السيد الأمريكي
لم يتوقف الأمر على الدول الصغيرة والمستضعفة والجائعة بسبب دكتاتورية الهيمنة الأمريكية كاليمن ولبنان وسورية وغيرها، بل أصبحت كلمة لا تنطقها الدول الصاعدة كإيران والدول الكبرى كروسيا والصين.
لم تقف أمريكا مكتوفة الأيدي تراقب التحالفات الدولية المتمردة التي شقت عصا الطاعة كقمة طهران، وقمة شنغهاي وغيرها من المؤتمرات التي رأت في العقوبات الاقتصادية الأمريكية فرصة للخروج من سطوة الدولار.
حيث بدأت أمريكا تُحدث بعض الإصلاحات في النظام العالمي الموحد الذي تحكم قبضتها على جميع مفاصله خشيةً من تمدد التمرد العالمي إلى ثورة عارمة تسقط هذا النظام ليحل محله النظام العالمي الجديد والمتعدد الأقطاب.
ومن تلك الإصلاحات الخجولة إضافة خمس دول كأعضاء غير دائمين في مجلس الأمن الدولي إكوادور واليابان ومالطة وموزامبيق وسويسرا في 9 حزيران/للعام 2022، وذلك بهدف استمالة تلك الدول لعدم اللحقاق بركب الثورة العالمية والنظام العالمي الجديد.
استياء العالم من أمريكا
لم توفر أمريكا سبباً في السنوات الأخيرة لزيادة كره العالم لها إلا وفعلته دون تردد، وأكثر الأشياء سوءاً هي:
- أولاً: إحداثها الأزمات داخل البلدان لزعزعة الاستقرار باسم ما يسمى بالربيع العربي.
- ثانياً: اتباعها سياسة ازدواجية المعايير فضحت كل ألوان الميكاب الذي حاولت إضاءة وجهها به ورسم ملامح براءتها.
- ثالثاً: تعاطيها مع الأزمات الإنسانة العالمية بلا إنسانية ولا مراعاة سوى لمصالحها الخاصة الضيقة على مبدأ (أنا ومن بعدي الطوفان) مثل الأوبئة كالكورونا.
- رابعاً: تخليها عن أصدقائها وحلفائها بكل بساطة ودون أن تبالي بمصيرهم ومصالحهم ووعودها لهم، ولم تتخلى أمريكا عن حلفائها في أفغانستان فحسب، بل أيضاً حتى أوكرانيا كانت أمريكا قد تعهدت لها تاريخياً بعد أن سحبت منها الأسلحة المتطورة والنووية التي كانت تمتلكها بأنه لن يحدث لها ما يزعزع أمنها ويلوي ذراعها المفرّغة من قوتها وأنها ستكون دائماً بخير.
- خامساً: زرعها الشتات من اليهود في قلب الشرق الأوسط واستمرار دعمهم بكافة الأشكال الدعم والمؤازرة ضد أصحاب الأرض من الفلسطينيين.
وقد استبد بهم الأمر فبدأت أذرعهم تمتد بالعبث إلى داخل المنطقة وخارجها، وبدأ يثيرون غضب العالم خصوصاً بعد حادثة اغتيال الصحفية التي تملك جواز سفر أمريكي شيرين أبو عاقلة، وتدخلاتها ضد روسيا في الحرب الروسية الأوكرانية.
الخلاصة
إن الحرب الروسية – الأوكرانية لم تكن معركة داخلية فحسب لا تتعدى حدود البلدين بقدر ما كانت حرباً مع الغرب كما عبر عنه الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، وكانت بمثابة العصا التي قصمت ظهر البعير، فبعدها بدأ وجه أمريكا الحقيقي يتراءى للعالم،
فبينما تعتبر اغتيال الصحفية “دوغينا” خبراً طبيعياً، تسخر مكنة البروبغندا الإعلامية لديها لتهاجم طاعن الصحفي الأمني “سلمان رشدي” وبينما تلعن قاتل الصحفي “خاشقجي” بالنهار، تغازله في الليل.
وبينما تعطي مساحة الفضاء الافتراضي لترويج المثلية والشذوذ الجنسي والرذائل، تغلقها في وجه أصوات المظلومين والمستضعفين لكي لا يسمع أحد ما يحدث هنا وهناك سوى ما تريد أمريكا أن تسمعه.