أخبار حلب _ سوريا
خاص بأخبار حلب
بقلم: طلال ماضي
بعد أن أدرك العالم أن مخيم “الهول” في سوريا قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة؛ بدأت 24 دولة بعملية سحب مواطنيها من المخيم والذين يشكلون بيئة حاضنة وتربة خصبة للتطرف.
حيث ترى الحكومة العراقية أن خطر مخيم الهول في سوريا يرقى لمستوى خطر القنبلة النووية ويهدد أمن المنطقة برمتها، وهذا ما تروجه في اجتماعاتها الأمنية والسياسية مع الدبلوماسيين والمسؤولين الغربيين الذين أدركوا أن المخيم تحول من خاصرة رخوة في الأمن السوري إلى قنبلة تهدد 60 دولة أرسلت رعاياها إلى المخيم، وولد عنه جيل من الأطفال واليافعين والشباب والنساء مشبعين بالفكر الوهابي الداعشي.
مخيم الهول قنبلة الفكر الوهابي
ولمن لا يعلم فإن “عرائس داعش” هن نساء بريطانيات وأستراليات وبلجيكيات وألمانيات وهولنديات ومن منطقة البحر الكاريبي، إذ أصررن جميعهن على أنهن وأطفالهن السير على خطايا شركائهم وآبائهم، ومستمرون بولائهم لأيديولوجية داعش، وحكوماتهم بدأت تفكر كيف سنعيد هذه العائلات المشبعة بالفكر الظلامي إلى بلداننا، وخاصة أن البعض منهم بدأ يخاطب حكوماته بالعودة والحديث الجدي الدولي عن فشل أهداف المخيم، والحديث عن تفكيكه خلال مدة زمنية قصيرة.
لكن الاتفاق الدولي حول تفكيك مخيم الهول مضى عليه سنوات، والمشكلة ليست في تفكيك المخيم وترحيل المتواجدين فيه؛ المشكلة الكبرى اليوم أمام 60 دولة خططت وشاركت وتآمرت ونفذت وتسببت في صناعة القنبلة الموقوتة في المخيم، وكيف ستصلح رعاياها العائدين من المخيم، وكيف ستعيد غسل أدمغتهم وتفكيرهم؟ وكيف ستعالج الآثار النفسية لدى الأطفال واليافعين العائدين وغير معروف نسبهم، وكيف ستحمي بلادها من أفكارهم الظلامية؟ أسئلة تقلق هذه الدول وتهرب من الإجابة عنها.
طفل رضع الإجرام
الدول الغربية والأوربية التي يخشى المواطن فيها من استعمال الأدوات الحادة في المطبخ كيف سيتقبل عقله وجود طفل يلعب بالقنبلة، ويحمل السلاح ويجز الإنسان كما يجز الفروج كون هذا الطفل عاش شاهداً على جرائم التنظيم من القتل والسبي والتفجير والإرهاب ورضع الإجرام بالوراثة.
الخوف هو سبب التسويف من حل مشكلة المخيم
وعلى الرغم من خطورة هذا الملف والجدية والسعي لإنهائه، ثمة دول تتسم مواقفها من مشكلة المخيم بالضبابية وعدم الوضوح، عبر التهرب والتسويف في تسلم مواطنيها من المقيمين فيه، والتحدي الأكبر اليوم أمام العالم هو فكّ عقدة مخيم الهول الذي يضم 60 ألف شخص خضعوا لغسيل أدمغة من قبل نساء إرهابيي داعش، وتعرضوا لأبشع أنواع التعامل القسري ضد الإنسانية، وربوا أولادهم على هذا التفكير الحاقد، أي أن القنبلة ستكون في الأجيال وأعدادهم وانتشارهم في 60 دولة حول العالم والعقدة لا يمكن فكها بسهولة والقنبلة معدة للانفجار في هذه الدول في أي لحظة كون مسمار الأمان تم سحبه منها.
60 دولة تآمرت وموّلت المخيم
خلايا داعش النائمة والتي تم إشباعها بالفكر الوهابي ضمن مخيم الهول ستعود إلى بلادها عاجلاً أم آجلاً والتحذيرات التي يطلقها رجال السياسة والأمن في مكانها، ووصفهم أن خطر المخيم يعادل القنبلة النووية في مكانه الصحيح كون الانفجار لن يكون في سورية بل في 60 دولة تآمرت ومولت ورعت ونظمت مخيم الهول، فانقلب السحر على الساحر، ويكاد المخيم لا يتم ذكره في سوريا بينما 60 دولة تترقب عودة رعاياها من المخيم بعد إشباعهم بعقيدة الفكر الظلامي.
والسؤال الأهم هم كيف ستتعامل هذه الدول معهم؟ وكيف سيكون خطر الفكر الداعشي على بلدانهم؟ هذا السؤال تهرب 60 دولة من الإجابة عليه.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News