أخبار حلب _ سوريا
خاص بأخبار حلب
بقلم: أديب رضوان
تتجه الأنظار نحو العاصمة البحرينية المنامة هذه الأيام حيث تجري التحضيرات للقمة العربية يوم الخميس المقبل لعقد الدورة ال 33؛ في وقت تعاني المنطقة العربية من وضع سياسي وميداني لا تحسد عليه في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ عدة أشهر على قطاع غزة المحاصر.
“قمة المنامة” تكتسب زخماً دولياً وتحمل آمالاً وتطلعات كبيرة، في ظل الظروف والتحديات الأمنية التي تشهدها المنطقة العربية على كل الأصعدة، في ظل تخوف العالم من انتقال للأحداث الميدانية والتوترات.
القمة وآمال الشارع العربي
كما في كل القمم العربية السابقة، يبقى الشارع العربي معلقاً الآمال على اجتماع القادة في عاصمة من عواصم العرب، رغم حالة الخذلان التي يعاني منها الشعب العربي، جراء بقاء قرارات القمة حبراً على ورق.
ورغم ذلك يبقى لقمة المنامة حالة خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي وحرب الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ناهيك عن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة ضد سوريا ولبنان، وجميعها ملفات ساخنة على طاولة تلك القمة ويتنظر الشارع العربي الحلول لهذه الملفات، وعلى أقل تقدير تحقيق التضامن العربي لمواجهتها.
إذاً، المأمول من قمة المنامة وفق أصداء الشارع العربي التوصل إلى قرارات بنّاءة تسهم في تعزيز التضامن والتكامل العربي، ودعم جهود إحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة من خلال وضع القضية الفلسطينية على رأس الأولويات، وخصوصاً مع حالة الغليان التي يعيشها الشارع العربي في ظل صمت عربي مخجل إزاء ما يجري في غزة وإزاء عمليات التطبيع مع كيان الاحتلال، ناهيك عن تداعيات العدوان على غزة سواء الاقتصادية والاجتماعية أو السياسية، والتي تتطلب موقفاً عربياً موحداً وفاعلاً على الصعيد العربي وعلى الصعيد الدولي.
أوراق قوة للقمة
ورغم ما يعتري الواقع العربي من ضعف وترهل، إلا أن للدول العربية أوراق قوة بإمكانها استخدامها في مواجهة التحديات التي تحيق بالقضايا العربية، تلك الأوراق التي بقيت حبيسة الأدراج عهوداً طويلة، لم تستخدمها الأمة العربية في مواجهتها للقضايا المصيرية في وجه الدول المستعمرة أو حتى المتدخلة بالشؤون الداخلية للدول العربية، وربما يبقى موقف التهديد بقطع النفط العربي عن الدول الغربية خلال حرب تشرين من عام 1973 هو الموقف المشرف الأكثر نجاعة في التاريخ العربي المعاصر.
ولكن أوراق القوة العربية لا تقتصر على المقاطعة الاقتصادية أو حتى المقاطعة الدبلوماسية والسياسية وخصوصاً وقف التطبيع مع كيان الاحتلال والتلويح بالمقاطعة السياسية للدول الداعمة لهذا الكيان، إنما هناك أمور أخرى ما زالت في أيدي العرب؛ فلك أن تتخيل أن يكون هناك عمل تنموي عربي مشترك، بل أيضاً باستطاعة الدول العربية تفعيل الجانب التجاري فيما بينها وبالتالي سحب البساط من تحت الدول الغربية التي تدعي أن الاقتصاد العربي قائم عليها.
وبالتالي فإن تحقيق التكامل العربي الاقتصادي هو رسالة قوية بوجه الغرب المستعمر، وربما يوجه رسالة تجبر الولايات المتحدة والغرب برمته على مراجعة مواقفها بشكل جدي تجاه القضايا العربية وخصوصاً تجاه القضية الفلسطينية، بعيداً عن سياسة المناورة والمراوغة.
ختاماً
تبقى قمة المنامة استكمالاً للقمم العربية السابقة ويتمنى الشارع العربي ألا تكون مجرد رقم في أرقام القمم السابقة، بل أن تكون قمة فاعلة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وفي جميع المجالات، وخصوصاً أن القضايا العربية مثقلة بالهموم وتحتاج إلى موقف عربي متضامن ومتكاتف فيما بينها لإيجاد الحلول لها، كي لا يبقى القرار العربي رهينة للغرب وبالتالي؛ القدرة على اتخاذ القرارات التي تخدم الشعب العربي ومصالحه العليا وليس مصالح الغرب الذي لا تهمه تطور مجتمعاتنا ولا رفاهيته بل يسعى إلى زعزعة استقرارنا لتبقى “إسرائيل” كياناً قوياً على حساب حقوق العرب المشروعة وقضاياه العادلة.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News