أخبار حلب _ سوريا
حرصت الجماعات الإرهابية على إحكام سيطرتها على مدينة القصير غرب حمص منذ بداية الحرب على سوريا؛ وذلك بسبب أهمية موقعها الاستراتيجي حيث اعتبرت حينها الخزان الأساسي لتمويل الإرهابيين في عموم سوريا بالسلاح عبر مدينة “طرابلس” اللبنانية.
من جهتها دعمت قوى إقليمية ودولية مليشيات من الجيش الحر وتنظيم جبهة النصرة الإرهابي لتحقيق الحلم الصهيوني بالسيطرة على القصير ولاحقاً تقسيم سوريا إلى دويلات طائفية كون المدينة تمتلك موقعاً جغرافياً استراتيجياً، وتعد نقطة انطلاق رئيسية تمهد للسيطرة على ريف دمشق لربطها العاصمة بحمص والساحل عبر حوض العاصي، ناهيك عن قربها من الحدود مع لبنان، ما يعني ضرب خط إمداد المقاومة من سوريا.
وتمهيداً لطرد الجماعات المسلحة من القصير ألقت طائرات الجيش العربي السوري منشورات فوق مدينة القصير تحذّر الإرهابيين من اقتراب عملية تحرير المدينة، وتدعوهم لتسليم أنفسهم، كما دعت المدنيين الموجودين في المدينة لتركها ريثما تتم عملية التحرير كي يعودوا لاحقاً إلى منازلهم وأرزاقهم آمنين؛ لتنطلق عملية تحرير القصير في 19 أيار 2013 بقيادة قوات الجيش العربي السوري وبالتعاون مع المقاومة اللبنانية “حزب الله” في 19 أيار 2013.
حيث امتدت المعركة لحوالي 18 يوماً، قام خلالها الجيش مع الحلفاء بدك معاقل الإرهابيين وتدمير غرفة العمليات المركزية لتنظيم “جبهة النصرة”، مما أدّى إلى ضرب آليّة التحكّم والسيطرة وإفقاد الإرهابيين القدرة على التواصل فيما بينهم.
وكان قد أصدر الجيش العربي السوري في 5 حزيران 2013 بياناً أكّد فيه أن “الجيش نفّذ عمليات خاطفة ونوعية تمكّن فيها من إعادة الأمن والأمان لمدينة القصير بريف حمص، بعد أن قضى على أعداد كبيرة من الإرهابيين واستسلام أعداد أخرى”، وفقاً لما نقلته وكالة “سانا”، آنذاك.
ولفت البيان إلى أن: الجيش دمّر أوكارهم بما فيها من الأسلحة والذخيرة والعديد من الأنفاق والمتاريس التي كانوا يتحصنون بها، كما قام بتفكيك عشرات العبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون في منازل المواطنين والطرقات العامة ومنها العبوات الزئبقية التي تنفجر لدى تحريكها لإعاقة تقدّم الجيش.
ووصف البيان استرجاع القصير بالرسالة إلى كلّ المشاركين في العدوان على سوريا وعلى رأسهم الكيان الصهيوني وعملائه، مؤكّداً أنه حصل على وثائق في القصير تثبت تورط جهات عربية وإقليمية وأجنبية في الحرب الإرهابية على سوريا.
وتابع البيان، بأن “معركة الجيش ضد الإرهاب مستمرة وسننظر بعين الرأفة لمن يستسلم ويلقي سلاحه وندعو المواطنين في القصير إلى العودة خلال أيام إلى أرزاقهم آمنين”.
وقد شكّل تحرير القصير علامة فارقة في استعادة الجيش السوري السيطرة على الأرض السورية، كما أنها شكّلت نواة تحرير سلسلة جبال القلمون من سيطرة الإرهابيين بحسب محللين سياسيين وعسكريين ليتحطم الحلم الصهيوني بتقسيم سوريا بفضل دماء شهداء الجيش السوري والمقاومة اللبنانية.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News