أخبار حلب _ سوريا
على وقع الموسيقى الصاخبة والمشروبات الروحية وأنواع لا حصر لها من الحبوب تفتتح حفلات “التكنو” وهذا النوع الذي غزا دمشق منذ فترة قصيرة، ويمتد نحو محافظات أخرى وتلوح حوله إشارات استفهام لا حصر لها، وبعيداً عن الحلال والحرام ومدى مشروعية هذه الحفلات؛ السؤال الأهم من الذي يدير هكذا نوع من الحفلات التي تعتبر ميكس من الجنون والخروج عن المألوف والأعراف والقانون، وكيف يتم الترويج لهذه الحفلات التي تعتبر “حفلات دعارة في الهواء الطلق”؟
حفلات التكنو والبدايات
قبل الحديث عن بدايات هذا النوع من الموسيقى الذي تحول لاحقاً إلى حفلات تبدأ بموسيقى صاخبة وتنتهي بأمور أخرى نتطرق للحديث عنها لاحقاً يجب التعريف بهذه الموسيقى وبداياتها فمعنى كلمة “تكنو” هي نوع من موسيقى “الإلكترونيك دانس” التي امتزجت في ديترويت، ميشيغان، بالولايات المتحدة أثناء أواخر منتصف 1980.
حيث يعود أول استعمال لكلمة “تكنو” لنوع خاص من الموسيقى كان في 1988، وهناك عدة أساليب من التكنو موجودة الآن، لكن “ديترويت تكنو” هي الأساس الذي بُنيت عليه باقي الأنواع الفرعية.
وهذه الموسيقى ظهرت بشكل كبير في برلين بعد سقوط الجدار “جدار برلين” في عام 1989، حين كانت تُعزف الإيقاعات الإلكترونية القوية والسريعة في نوادي الأقبية المظلمة والمباني المتداعية.
تسمى أيضاً الموسيقى بموكب الحب أو “Love parade” وهي جذب هذه الموسيقى إلى الشوارع، ومعها جيلاً من الشباب من كافة أنحاء العالم إلى العاصمة الألمانية.
موسيقى التكنو والغزو الثقافي
ككل أنواع الصرعات الغربية تلقف العرب وخاصة جيل الشباب هذا النوع من الموسيقى كأنها وجبة جاهزة ضاربين عرض الحائط مفاهيم العادات والتقاليد والذوق العام في الوطن العرب وبدأت في مصر ثم منعت بعد فترة تجنباً للإثارة، لتنتقل لاحقاً مثل النار في الهشيم في الخليج العربي الذي في ظل الغنى الفاحش بات جاهزاً للانفتاح على أي ثقافة غربية دون محاولة فهم ما ترمي إليه وما يمكن أن تكون نتائجها؛ فكانت الكويت والسعودية المعروفة بهيئة الترفيه التي يديرها ويساعد على انتشارها “تركي آل الشيخ” تحت مسمى الترفيه والاندماج بالحضارات الأخرى، وفي الأردن كان لها صخباً كبيراً أيضاً ولكن في سوريا وبعد أن تضاءلت آثار الحرب بدأنا نرى تشريع هذا النوع من الحفلات فكانت حفلة دمشق لل Dj “كلاوي” اللبنانية بداية لمظهر خارج عن فقه الأخلاق في سوريا وبتنا على أعتاب انتشارها في باقي المحافظات كحلب و حمص وغيره.
مريدي حفلات ب طقوس غريبة
من يتثنى له حضور هذه الحفلات ولو من باب الفضول سيكتشف أن مريدي هذه الحفلات لهم طقوس خاصة، فملابسهم تبدو غريبة وقصات شعر مختلفة، ويحيي هواة التكنو حفلاتهم الماجنة في مناطق معزولة نوعاً ما كالشواطئ والبادية أو أطراف المدن تحت ريبة الأسباب والشك الذي بدأ يحوم حول هذا النوع من الحفلات ويقومون برقصاتها الغريبة والموسيقى الصاخبة.
على غرار الديسكو وR&B وغيرها، ولكنها تطورت مع الوقت وأصبحت تعتمد على الموسيقى الالكترونية والتي تجعل البعض يشعرون أنها غير طبيعية، وتصل الى الإدمان في بعض الأوقات.
حيث يعتمد هذا النوع من الحفلات على تغييب الشخص عن واقعه، من خلال الساعات الطويلة من الاستماع لموسيقى مزعجة لخلايا الدماغ والجملة العصبية وما يرافقها من مشروبات روحية وحبوب غير مسموح بها هذا إن لم نتطرق إلى الأفعال المشينة التي تحصل أثناء الحفلة أو بعد انتهائها بعد أن يصبح الانسان شبه إنسان عديم الإرادة والوعي والتفكير، والسؤال هنا ما هي الفائدة منها؟؟
والمفارقة هنا التي تصدم أن هذه الحفلات انتشرت مؤخراً في سوريا، البلد الذي يتصدّر قوائم البؤس من حيث الأسوأ في المعيشة والدخل والسعادة، ويعيش أكثر من 90% من سكانه تحت خط الفقر، ويقفون لساعات في طوابير للحصول على بضعة أرغفة من الخبز “على سبيل المثال”، فتُظهِر هذه الحفلات حالة الشرخ الطبقي والاقتصادي الذي يعيشه السوريون داخل بلادهم.
من المستفيد من وراء كواليس التكنو؟
لصالح مَن تقام تلك حفلات التكنو في سوريا الخارجة من وطأة الحرب لوطأة الحصار؟؟ وكيف تتوفر الكهرباء لإقامتها؟؟ علماً أنها تستمر لأكثر من 10 ساعات متواصلة في الوقت الذي تجد به الظلام يخيم على أغلب مناطق العاصمة دمشق.
ومن خلال التواصل مع أحد الأشخاص المشاركين بتنظيم تلك الحفلات، والذي نوه بأن الجهة المنظمة لهذه الحفلات تأتي بالـ “دي جي” من خارج سوريا، لبنان مثلاً وأحياناً من دول أوروبا لعدم وجود شباب مختصة في سوريا بهذا النوع من الحفلات.
وأكد على أن منظمو هذه الحفلات هم أشخاص لهم علاقات واسعة يحصلون على كافة التراخيص لإقامة حفلاتهم، لافتاً إلى أن هذه الحفلات غير جديدة ولكنها بدأت تظهر بشكل “غريب” منذ 3 سنوات.
ومن خلال المتابعة نلاحظ أن كثير من هذه الحفلات تقام في أماكن عامة وتراثية، ما الهدف؟؟ كما أن سعر البطاقة يصل إلى حوالي 500 ألف للشخص الواحد، وتستمر الحفلة لأكثر من 10 ساعات متواصلة.
وخلال هذا الحفل الغريب المعرى من الفرح الحقيقي والمعرى من القيم الأخلاقية التي يتصف بها السوري يصل الشخص إلى الإدمان، بسبب ضغط الموسيقى المستمر لهذه المدة الطويلة، كما تتراوح أعمار المقبلين على هذه الحفلات من 25 حتى 40 عاماً.
الجدير بالذكر، أن خلال البحث في هذا السياق تفيد المعلومات بأن الأشخاص الذين يتواجدون في تلك الحفلات يفقدون عقولهم بعد سماع هذا النوع من الموسيقى ويقومون بتصرفات غريبة بالإضافة إلى اللباس الفاضح، كما أن بعض الحفلات تقام بنظام “البرايفت” وبعضها الآخر تقام في أماكن عامة.
السؤال هنا الذي يطرح نفسه، من المستفيد من إقامة هذه الحفلات الماجنة؟؟ ومن سمح لها بأن تنطلق من أماكن أثرية ولها تاريخها العريق؟؟ ولماذا تقام هكذا نوع من الحفلات في سوريا؟؟ بالتوقيت التي رفضته بها باقي الدول المعروفة باستقبالها للفن والفنانين على مستوى العالم؟؟
مما سبق نستنتج ومن خلال ما تقدم، أن هذا “التكنو” ليس بموسيقى.. إنما هي نوع مختلف من الاحتلال، قدمه الغرب وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل للسيطرة على عقول الشباب السوري؛ وإيهامهم أن هذا فن وهذه حضارة وتطور بقالب لا أخلاقي، لا إنساني ولا ينتمي لأي دين أو عرف، وبمبالغ طائلة تستنزف الشباب.. وتتركهم في حالة انعدام شخصية، وبالتالي تكون النتيجة غير مرضية إلا لدعاة الفوضى والدعارة والشذوذ بكل أشكاله، أمريكا وربيبتها إسرائيل.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News