أخبار حلب _ سوريا
بقلم: أديب رضوان
منذ دخول الجيش اليمني على خط معركة “طوفان الأقصى” نصرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومع فرضه المعادلات الجديدة في المنطقة عبر استهداف السفن الإسرائيلية والأمريكية والغربية في البحر الأحمر الداعم للاحتلال الإسرائيلي وحصاره المطبق على الملاحة الإسرائيلية، الساسة في العالم يتساءلون، كيف استطاع اليمن محاصرة الكيان بحرياً ومواجهة أعتى قوة عالمية وهي الولايات المتحدة ومن لف لفيفها.
القوات اليمنية راكمت الخبرات والقدرات
لقد تفاجأ الأعداء بمن فيهم الولايات المتحدة بما أعده وأنجزه الجيش اليمني في مواجهته للسفن الإسرائيلية والغربية في البحرين الأحمر والعربي، حيث راكمت القوات اليمنية الخبرات والقدرات العسكرية في شتى المجالات بما فيها الطيران المسير والطوربيدات البحرية، ووصلت لمرحلة التصنيع المحلي والاكتفاء الذاتي بهدف حماية أمن اليمن أولاً ومن ثم الزود عن القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وباتت القوات الغربية تحسب ألف حساب للقوات اليمنية المتواجدة بقوة في حماية الملاحة خصوصاً في البحر الأحمر ما تسبب بخسائر جمّة لشركات الكيان الصهيوني والشركات الغربية الداعمة لهذا الكيان الغاصب الذي يواصل حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر.
اليمن يحاصر الكيان وداعميه
لقد أذهلت القوات اليمنية الأعداء وأصبح اليمن بقواته يحاصر الكيان الصهيوني ومرور سفنه في البحار وكذلك ضربه للعمق في الأراضي المحتلة وقد رأى العالم، ردود الأفعال لدى الكيان الصهيوني ولدى الإدارة الأمريكية ولدى كل دول العالم وخاصة الأنظمة العميلة تجاه المعادلة الميدانية التي فرضها الجيش اليمني، كما شاهد العالم كيف استطاع اليمن دعم مقاومة الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة برمته من خلال وحدة الساحات بين محاور الصراع من العراق الى سوريا ولبنان وصولاً لقطاع غزة.
كما تابع العالم معنويات الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة المرتفعة والمتصاعدة بعد دخول الجيش اليمني على خط نصرة شعب فلسطين ووقوفه إلى جانبهم مع محور المقاومة في لبنان والعراق وإيران وسوريا، وأصبح اليمن مُحاصِراً لأعدائه بعد أن كان مُحاصَراً من أعدائه.
المرحلة الخامسة من العمليات
ولا شك، أن توسيع القوات المسلحة اليمنية، نطاق حصارها للملاحة الإسرائيلية ليشمل أهم الممرات البحرية في العالم، بدءاً من البحرين الأحمر والعربي وباب المندب والمحيط الهندي إلى البحر المتوسط، لا يمكن أن يكون حدثاً عابراً في مخيلة القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، لما له من وقع بالغ على مافيا الإجرام الصهيوني الغربي المهيمنة على القرار الدولي، وحضورها العسكري والاقتصادي على امتداد المعمورة.
الجيش اليمني أعلن مؤخراً عن المرحلة الخامسة من معركته ضد القوات المعادية في البحرين الأحمر والعربي، ما دفع بمحور الأعداء إلى التفكير ملياً في تداعيات الوجود الأمريكي والغربي في منطقة البحر الأحمر، ورغم تهديد القوات الأمريكية البريطانية للشعب اليمني والاعتداء على مقدراته، لم تستطع القوى الباغية من ثني اليمن عن مواصلة الدفاع عن أمنه وسيادته وعن نصرة غزة في مواجهتها للعدوان الإسرائيلي.
لقد خاض اليمن جيشاً وشعباً معركة حامية الوطيس طوال سنوات الحرب العجاف السابقة بقيادة أنظمة عربية التي خاضت حرباً بالوكالة ضد الشعب اليمني، وما يزال الجيش اليمني يخوض هذه المعركة ولم يأبه بتهديدات دول العدوان ومنها أمريكا لأنه يؤمن بقدرات الشعب اليمني وجيشه البطل وبإرادته الصلبة والقوية بعد أن أعدّ العدة لمقارعة الطغاة وهب للدفاع عن حقوقه المشروعة في أرضه وحقوق الشعب الفلسطيني في وطنه.
اليمن يحقق معادلة ردع
استطاع اليمن بإمكاناته المتواضعة، أن يحقق معادلة ردع في المنطقة لم يستطع الغرب بجحافله من تجاوزها، حيث بات هذا الغرب المتصهين يدرك أنه سيدفع أثماناً باهظة في حال قامت قواته بأي اعتداء على اليمن، والإدارة الامريكية ترى جازمة أن تهديداتها لليمن غير مجدية وأن اليمن أصبح قوة إقليمية لا يستهان بها كما أن واشنطن تعرف أن مصالحها ستتضرر في حالة إقدامها على تنفيذ أي ردود أفعال وإن توسيع نطاق الحرب ليس في مصلحتها ولافي مصلحة كيانها المرتزق.
هذه المرحلة الجديدة التي يخوضها اليمن، في خصم معركته ضد التحالف الأمريكي الأوروبي في البحر الأحمر، هي إعلان صريح بوفاة هذا التحالف الذي فقد البوصلة والسيطرة في أهم وأقوى الاختبارات في ميادين المواجهة الحقيقية، والتي كانت محط رهانات الولايات المتحدة لتحقيق مكاسب استراتيجية قد تساعدها في البقاء على عرش الهيمنة العالمية في ظل صراعات السيطرة والنفوذ على العالم الجديد، قبل أن تقع في فخ الشباك اليمنية.
ختاماً
لم تستطع واشنطن مساعدة كيان الاحتلال في مياه البحر الأحمر ولن تسعفها في البحر المتوسط مع إعلان اليمن المرحلة الخامسة من عملياته العسكرية وصولا الى البحر المتوسط، أو في أي منطقة أخرى في العالم، وبالتاي استطاع اليمن تعرية هشاشة “القوة العظمى” على مرأى العالم، وكل من اختبر قوة وصلابة اليمنيين في هذه المعركة، يدرك تماماً أن الاستعراض بالقوة، لا يمكن أن يوهن من عزيمتهم في خوض معركة الانتصار للقيم والأخلاق حتى صافرة النهاية.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News