أخبار حلب _ سوريا
خاص بأخبار حلب
بقلم: طلال ماضي
التقارب السوري التركي يُطرح منذ فترة طويلة، لكن لم تحدث المصالحة سابقاً بسبب عدم الحاجة الفعلية لها من قبل الدول الفاعلة في المنطقة، والموقف السوري كان واضحاً منذ البداية؛ لا يوجد أي مصالحة قبل خروج تركيا من الأراضي التي تحتلها في الشمال السوري هذا في المقام الأول، وبعده يتم الحديث عما نهبه الجيش التركي ومرتزقته من معامل ومصانع ومعدات من ريف حلب.
وبعد عودة رئيس مجلس الوزراء العراقي “محمد شياع السوداني” من زيارته إلى واشنطن التي استمرت لأسبوع، وكانت مفصلية في اقتصاد العراق يقود مصالحة سورية تركية بخطوات متسارعة، وعلى ما يبدو أن المصالحة نابعة من الحاجة الفعلية من قبل جميع الدول الشركاء في طريق التنمية، والمفترض أن يوضع جزئياً في الخدمة العام المقبل، وهذا الطريق الذي يمر على الحدود السوريّة العراقيّة، والسوريّة التركية، لا يمكن أن يرى النور ويزدهر من دون ضبط الحدود أمنيا، ومراقبتها بالتعاون مع الجمهورية العربية السورية.
ومن يتابع الحركة الاقتصادية للعراق بعد زيارة السوداني لواشنطن، والانفتاح العربي والغربي، وتدفق الاستثمارات على العراق، وتشكيل اللجان العربية والدولية من أجل الإسراع في تنفيذ طريق التنمية، وخاصة تسارع الأعمال في ميناء الفاو؛ يدرك أن هذا الطريق وضع على قائمة التنفيذ بإجماع دولي، والعقبة الأساسية التي ستمنع تشغيله تأمين الأمن المستدام على طول الطريق، وهذا الأمن لا يمكن أن يحدث من دون المصالحة في المنطقة، وتأمين الشمال السوري من قبل الدولة السوريّة تحديداً.
ومن يرى طريق التنمية على الخريطة يدرك أن خسارة سوريا من الطريق كبيرة جداً، وخسارة التجارة العالمية منه أيضاً كبيرة كون مرور الطريق في قلب سوريا كان سيوفر آلاف الكيلو مترات، بين مرور الطريق في سوريا وبين واقعه اليوم ومروره على الحدود في الشمال السوري.
علماً أن وزير الخارجية الدكتور “فيصل المقداد” وفي آخر موقف لسوريا حول المصالحة مع تركيا، وقوله “إنه لا يمكن أن تتم من دون الإقرار الفعلي بالانسحاب من الأراضي السورية”؛ جاء بعد اتصال السوداني مع الرئيس “بشار الأسد”، وبعد تصريحات السوداني حول مساعيه لتحقيق المصالحة، ومن يربط الأحداث ببعضها يدرك أن المصالحة يحتاجها العراق في الدرجة الأولى مع تركيا، ولا يمكن لطريق التنمية أن يسير وتزدهر التجارة عليه بأي شكل من الأشكال من دون رضى سوريا.
وفي الختام ما نأمله أن تكون المصالحة وبغض النظر عن الحاجة الماسة لها سوريا، ويد سوريا هي العليا فيها وشروطها منفّذة وأن تضع شروطها وتتدلل كون ورقة طريق التنمية صحيح خرج من سوريا، لكن الواقع والأحداث تقول لا يمكن تشغيله من دون رضى سوريا، وبسط سيطرة الدولة على الحدود.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News