أخبار حلب _ سوريا
يحاول الكيان الصهيوني بطريقة أو بأخرى إشعال حربٍ واسعة، ظناً منه أنها حرب تميل كفتها نحو انتصاره وهزيمة المقاومة، إلا أن ما فعله الكيان باغتياله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنية” سيجعله يعضّ أنامله ندماً.
وفي هذا السياق كتب الكاتب “تريتا بارسي” في مجلة “تايمز” الأميركية أن الهدف من اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس “إسماعيل هنية” هو إشعال حرب أوسع نطاقًا، وجرّ أمريكا إليها كما يرغب رئيس وزراء العدو “بنيامين نتنياهو”، مؤكداً أن الكيان سيدفع ثمناً باهظاً في حرب إقليمية.
وإضافة لذلك، رأى “بارسي” أن مثل هذه الحرب ستخدم مصالح نتنياهو من نواحٍ عدة، لافتاً إلى أن اغتيال “هنية” سيقضي على فرص التوصل إلى وقف إطلاق نار وشيك، وهو رفض مراراً أيّ صفقة تُنهي الحرب، ذاكراً ما كشفته صحيفة “هآرتس” عن أن “نتنياهو” قام عمداً بتسريب معلومات حسّاسة إلى الإعلام في جولات تفاوض سابقة، وفي مراحل مفصلية بهدف تعطيل المحادثات.
كما بين أن “نتنياهو” يدرك أن صفقة التبادل ستؤدي إلى انهيار حكومته وحُكمه كرئيس للوزراء، وستؤدي إلى محاكمته وسجنه على خلفية تهم الفساد، لذلك يعتبر أن الطريقة الأكثر فاعلية للقضاء على المحادثات تكمن في تصفية مفاوض الطرف الآخر.
وفي السياق ذاته، نوّه بأن اغتيال “هنية” قد يضع كاملاً “هاريس” في موقف صعب إذا ما أصبحت الأخيرة رئيسة، موضحاً أنه بينما حملت إدارة “جو بايدن” مراراً حركة حماس مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق، الا أن هناك مؤشرات تفيد بأن “هاريس” قد تتبنى نهجاً مختلفاً.
وقد لفت إلى ما قالته عقب زيارة “نتنياهو” إلى واشنطن الأسبوع الفائت، حيث أكدت أنه “حان الوقت لإبرام الصفقة”، مُحمّلة “نتنياهو” مسؤولية عدم إحراز التقدم، وتوقّف عند حديث “هاريس” بلغة جسدية “باردة” خلال لقائها نتنياهو وتعبيرها عن تعاطفها مع معاناة الفلسطينيين، ورأى أنه من المستبعد أن يكون قد مرّ ذلك من دون أن يترك انطباعاً لدى “نتنياهو”.
وتابع أن اغتيال “هنية” قضى على خطّ مفاوضات محتملة أخرى وهو بين الولايات المتحدة وإيران، مضيفاً أن انتخاب “مسعود بزشكيان” كرئيس لإيران فتح نافذة صغيرة لتجدد العمل الدبلوماسي، إلّا أن التصعيد الذي حصل بسبب الاغتيال قوض بشكل كبير الفرص على هذا الصعيد”، وأردف “طهران ترى أن الكيان أقدم على هذا العمل بموافقة أمريكية، وقد وجّه السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة رسالة إلى رئيس مجلس الأمن جاء فيها: “أن الهجوم ما كان ليقع من دون تفويض ودعم استخباراتي أمريكي”.
حيث توقّع أن يكون قرار اغتيال “هنية” خلال مراسم تنصيب “بزشكيان” صدفة، مشيراً إلى أن “نتنياهو” يسعى منذ عقدين إلى جرّ واشنطن إلى حرب مع طهران، وأن آخر الرؤساء الأمريكيين الأربعة واجهوا ضغوطًا من الكيان لمهاجمة إيران، مبيناً أنه على الرغم من أن الاهتمام تركّز بشكل أساس على البرنامج النووي الإيراني، إلّا أن الرغبة في هجوم أمريكي مباشر لديها جذور أعمق بكثير من مجرد تخصيب اليورانيوم، و”إسرائيل” تنظر إلى إيران على أنها تهدد الترتيبات الإقليمية التي تعطيها مجالاً مفتوحاً للتحرك، بما في ذلك القدرة على ضرب سوريا ولبنان بحصانة شبه كاملة.
وفي الختام أكد أن اغتيال “هنية” يبدو أنه يهدف إلى جرّ إيران إلى ردّ قد يتحوّل بسهولة إلى حرب أوسع تجر الولايات المتحدة التي ما تزال تستطيع منع المنطقة من الدخول في الفوضى، لكن شريطة أن تكون مستعدة لرسم خطوط حمراء واضحة ل”نتنياهو”.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News