أخبار حلب _ سوريا
بعد أن بدأ الكيان الصهيوني بعمليته الوحشية في الضفة الغربية ونهمه الغريزي لسفك الدماء، وتوجّه أنظار العالم عليه، وازدياد الإدانات وردود أفعال الغضب لما يجري في الضفة؛ تحاول أمريكا تخفيف الضغط على الكيان وإبعاد الأنظار عن عملياته العسكرية الوحشية في الضفة، وذلك عبر لفت النظر لقضية أخرى تشغل بها العالم، تحت مسمى “أمريكا تكشف تل أبيب”.
حيث نشرت مجلة “وايرد” الأمريكية تقريراً؛ جاء فيه أن الكيان الصهيوني يشتري إعلانات في نتائج بحث جوجل عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في محاولة واضحة لتشويه سمعة الوكالة، موضحاً أن وكالة الإعلان الصهيونية اشترت إعلانات على جوجل لعمليات البحث عن “الأونروا” و”الأونروا في الولايات المتحدة” لجذب مستخدمي البحث إلى موقع إلكتروني يربط الوكالة بحماس.
وفي السياق، ذكرت “وايد” أن المديرة التنفيذية لوكالة الأونروا في أمريكا “مارا كروننفيلد”، قد اكتشفت في منتصف كانون الثاني حملة إعلانية موجهة ضد منظمتها حين كانت تجري بحثاً روتينياً على محرك بحث غوغل عن اسم “الأونروا”، ما أثار دهشتها أنها وجدت أن أول نتيجة من نتائج البحث كانت إعلاناً يبدو أنه يروّج للوكالة، ولكن عندما ضغطت عليه توجهت إلى موقع صهيوني يطلق اتهامات متنوعة ضد الأونروا، ويصورها كواجهة لحركة حماس، كما يدعو الجمهور للتشكيك في حياد الوكالة وفعاليتها.
وإضافة لذلك أظهر أن تلك الإعلانات مصممة بصورة مضللة للتأثير على وجهة نظر المتبرعين المحتملين لوكالة الأونروا في الولايات المتحدة، وهي منظمة غير ربحية تجمع التبرعات لدعم عمليات الوكالة في قطاع غزة، حيث أثار توقيت اكتشاف هذه الحملة قلق الوكالة، خاصة أنه جاء بالتزامن مع اتهام إسرائيل لـ 12 من موظفي الأونروا بالمشاركة في عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
علماً أن الكيان الصهيوني يزعم أن الأونروا لم تعلن موقفها من توظيف أعضاء في حماس لديها، وهو الاتهام الذي ترفضه الوكالة بشدة، وفي كانون الثاني الماضي، علقت عدة دول غربية تمويل الأونروا بعد أن اتهم الكيان 12 من موظفي المنظمة البالغ عددهم 30 ألف موظف بالمشاركة في هجوم السابع من تشرين الأول 2023.
ومن جهة أخرى؛ فقد خلص تقرير طلبته أمريكا للتحقيق في مزاعم الكيان إلا أن السلطات الصهيوني لم تقدم “أي دليل” لدعم مزاعم وجود صلات بين موظفي الأونروا وحماس، كما قدمت اللجنة توصيات للأونروا، شملت تعزيز التدقيق الداخلي وتحسين الرقابة الخارجية على إدارة المشاريع.
ومنذ نشر التقرير، استأنفت عدة دول تمويلها للوكالة، بما في ذلك المملكة المتحدة، وألمانيا، وأستراليا، وكندا، والسويد، وقد ناشد موظفو الأونروا؛ الذين اكتشفوا الإعلانات الإسرائيلية على جوجل، شركة التكنولوجيا الأمريكية إزالة ما اعتبروه حملة تضليل. ولا تزال الإعلانات موجودة على نتائج بحث جوجل، اعتباراً من أواخر آب الجاري.
وفي الفترة ما بين أيار وتموز، وبينما بحث المستخدمون عن 300 مصطلح متعلق بالأونروا، ظهرت إعلانات الكيان بنسبة 44% من حالات البحث، أما إعلان الأونروا في أمريكا فقد ظهر بنسبة 34% فقط من المرات، ونقل تقرير المجلة الأمريكية عن “مارا كرونينفيلد”، من وكالة الأونروا في الولايات المتحدة، أن الوكالة أنفقت آلاف الدولارات والمزيد من الجهد في محاولة للتغلب على عرض “إسرائيل” للإعلان على جوجل.
ورغم الإعلانات الصهيونية فقد حصلت الأونروا على 78 ألف مانح بحلول آب من هذا العام، وهو رقم قياسي بالنسبة للمنظمة منذ تأسيسها في عام 2005، حيث قالت “كرونينفيلد” أنها تشعر بالقلق من أن محاولات الدعاية الصهيونية قد تؤثر على تصورات الناس حول دور الأونروا خلال الحرب المستمرة.
وأضافت أن هناك حملة قوية بشكل لا يصدق لتفكيك الأونروا، أريد أن يعرف الجمهور ما يحدث وطبيعته الخبيثة، وخاصة في وقت تتعرض فيه حياة المدنيين للهجوم في غزة.
بدورهم قال موظفو جوجل الذين تحدثوا إلى مجلة “وايرد” إن الحملة المناهضة للأونروا كانت واحدة من عدة حملات إعلانية نظمها الكيان في الأشهر الأخيرة، مما أثار انتقادات من داخل الشركة وخارجها، وأضاف متحدث باسم جوجل أن الحكومات يمكنها بث إعلانات تلتزم بسياسات الشركة، وإن “إجراءات سريعة” يتم اتخاذها في حالة انتهاك السياسات.
وقد كشفت “كرونينفيلد” أن العائد على الاستثمار في كل دولار يتم إنفاقه على الإعلان عبر الإنترنت بلغ 25 دولاراً في الأشهر الأخيرة. ومع ذلك، قالت إن المنافسة من جانب الإعلانات الإسرائيلية تؤثر على نسب ظهور المحتوى الخاص بالوكالة لدى المستخدمين، علماً أن الأونروا تأسست في عام 1949 بعد عام من النكبة التي أجبر فيها 750 ألف فلسطيني على ترك منازلهم لتوفير الرعاية الصحية والتعليم والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة والأردن وسوريا ولبنان.
واليوم أصبح لدى الوكالة 30 ألف موظف، منهم 13 ألف موظف في قطاع غزة، وفي القطاع المحاصر، تدير المنظمة 183 مدرسة، و22 منشأة صحية، وسبعة مراكز نسائية، إلى جانب العديد من المرافق الأخرى، وتضم مدارسها 286,645 طالباً وطالبة في غزة، في حين تستقبل مرافقها الطبية 3.4 مليون زيارة في المتوسط سنوياً، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
ولكن السؤال الآن.. إذا أرادت أمريكا إسكات المديرة التنفيذية للأونروا فهل ستجد موانع؟! وإذا هي تحدثت ألم تستطع أمريكا منع انتشار الخبر وعلى مواقع أمريكية؟!! فلماذا تم الإعلان عن خطط الكيان بشراء هكذا إعلانات… هل السبب أن أمريكا لم تعد قادرة على منع نشر العالم للحقيقة.. أم أن ما فعلته متقصّد وهو لفت الأنظار عن جرائم الكيان في الضفة كما ذكرنا؟!!
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News