أخبار حلب _ سوريا
بعد عام من الطوفان الذي أحرق غطرسة الصهاينة، وفي ذكراه السنوية الأولى، وبالتزامن مع تصعيد تشهده الجبهة بين لبنان وفلسطين المحتلة إلى جانب استمرار القتال في قطاع غزة، ومن دون أن يحقق الكيان الإسرائيلي أيّاً من الجبهات التي فتحها، كشف مسؤولو الكيان عن نتائج هذه المعركة، التي سطّرت نقلةً نوعيةً لم تمرّّ بتاريخ الكيان مثلها؛ حيث قسمت هذه المعركة ظهر البعير اليهودي وأرهقته حتّى ما عاد لنفسه تحمّل أكثر من هذا الإرهاق في حرب استنزفت كل ما فيه ولم يحقق أيّاً من مخططاته.
حيث كشف اللواء في احتياط جيش الاحتلال “غدي شمني” أنّ الوضع في قطاع غزة معقّد وصعب، وأهداف الحرب لم تتحقّق، فلم يتمّ إخضاع حماس ولم نتمكّن من إعادة الأسرى، معترفاً أن حماس تملك الكثير من الأسلحة، وأنّ الحركة لم تشعر أساساً بالخطر، بل تعلم أنّها ستصمد.
وفي سياق متصل؛ أقرَّ “شمني” أنه في نهاية المطاف، وهذه الحقيقة المرّة، نحن لا يمكننا البقاء في كل حي وزقاق في القطاع، وحتماً ليس مع التحديات التي تواجهنا في الشمال “مع حزب الله”، مضيفاً أنّ التخلي عن الأسرى الموجودين في قطاع غزة سيخلّف انكساراً لا يمكن للكيان أن يعيش معه، متابعاً أنه في كل شهر نبقى هناك، يُقتل لنا مزيد من الأشخاص.
من جهته اعترف اللواء في الاحتياط “يوم طوف سميا” أنّ القرارات التي يتّخذها المستوى السياسي الإسرائيلي بشأن الحرب لن تؤدي إلى نتائج جيدة، محذراً من التداعيات السلبية للحرب على الاقتصاد، قدرة البقاء، استمرار التجنيد في الجيش والردع.
وإضافة لذلك اعتبر “سميا” أنّ مدة الحرب التي ينخرط فيها الكيان حالياً ستتخطى المدة التي استغرقها حرب 1948، التي استمرت 19 شهراً، زاعماً أنّ هذا الأمر يتعارض مع العقيدة الأمنية الصهيونية الأساسية، التي تتحدث عن الحروب القصيرة والاستراحات الطويلة بينها.
كما كشف المقدّم في الاحتياط “ألون أفيتارو” أنّ حماس بقيادة “يحيى السنوار” أو أي أحد آخر، ستبقى موجودةً في قطاع غزة، حتى مع عملية تكتيكية صهيونية، أو عمليات في المستقبل، علماً أن إعلام العدو أقرّ بأن الرأي السائد عند جزء كبير المستوطنين الصهاينة في الضفة الغربية هو أن التهديد بتسلل الفلسطينيين إلى المستوطنات الصهيونية وتنفيذ استهداف دامٍ ضد سكانها ليس منفصلاً عن الواقع، بل بخلاف ذلك، قد يتجسد كل يوم، نعم، حتى اليوم.
وإضافة لذلك اعترف إعلام العدو أنه في العام الماضي ارتفعت العمليات الفدائية الفلسطينية في الضفة الغربية إلى مستوى جديد، والتي ارتفع حجمها من حيث النطاق والقدرات والإنجازات التي لم نشهدها منذ سنوات”، كاشفاً أن السيارات المفخخة والانتحاريين والعبوات الناسفة القوية وكميات المتفجرات الموجودة في أيدي آلاف المقاومين، لا تشكل سوى جزء من التهديدات التي واجهتها القيادة المركزية والشاباك في المنطقة في العام الماضي.
وفي سياق آخر، كشفت صحيفة “واشنطن بوست الأمريكية” أن حماس تمكنت من الحفاظ على قدرتها العسكرية، معترفةً أن حماس تركز بلا هوادة على تحقيق الاكتفاء الذاتي، مضيفةً أنّ هذا يشمل القدرة على إنتاج الأسلحة والمتفجرات الخاصة بها، وتنفيذ عمليات معقدة تشمل الآلاف من المشاركين، مع الحفاظ على السرية التامة، معترفةً أنه بعد مرور عام على الحرب، اكتشف محققو الجيش الإسرائيلي أنّ عدداً قليلاً ومدهشاً من الأسلحة الموجودة في غزة إيراني الصنع، مشيرة إلى أن الحركة كانت تصنع صواريخ جديدةً في مصانع ضخمة تحت الأرض.
وبالمثل اعترفت أن هؤلاء المحققين لم يجدوا مصانع ضخمةً لتجميع الصواريخ والقذائف على نطاق واسع، وبدلاً من ذلك، وجدوا في الغالب ورش عمل صغيرةً، يستخدم فيها عمّال المعادن مخارط بسيطة، في تحويل الأنابيب والمواد الكيميائية الزراعية إلى مكوّنات للقذائف المتفجرة.
من جانبها، أصدرت حركات المقاومة في لبنان والعراق بيانات أكدت أنها مستمرة في حراكها ضد الكيان الإسرائيلي، إذ قال حزب الله: أنه يؤكد حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وإزالته، مشيراً إلى أن الكيان الإسرائيلي أثبت أنه كيان هش لا قدرة له على البقاء والاستمرار لولا الدعم الأمريكي.
وإضافة لذلك شدد على أن أمريكا ومن معها من حلفائها وأدواتها في العالم وفي المنطقة هم شركاء هذا الاحتلال في عدوانه وفي جرائمه ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني وضد شعوب المنطقة وتتحمّل المسؤولية الكاملة عن القتل والإجرام والظلم والمآسي الإنسانية المفجعة، خاتماً بأن قرار حزب الله فتح جبهة الإسناد في الثامن من تشرين الأول لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة هو قرار إلى جانب الحق والعدل والإنسانية التامة.
كما تابع أنه في نفس الوقت هو قرار بالدفاع عن لبنان وشعبه دفعت فيه مقاومتنا وشعبنا أثماناً باهظة ومكلفة في بنيتها القيادية وفي بنيتها العسكرية والمادية، ونزوحاً قسرياً لمئات آلاف المدنيين الآمنين، ودمارًا ثقيلاً في الأملاك والمباني الخاصة، ولا يزال العدو يواصل إجرامه وعدوانه بلا حدود، غير أننا واثقون إن شاء الله بقدرة مقاومتنا على صد العدوان، وبشعبنا العظيم والمقاوم على الصبر والصمود والتحمّل حتى زوال هذه الغمة، وإننا نرى اليسر بعد العسر والفرج بعد الشدة ، فقد ولى زمن الهزائم وجاء نصر الله.
من جانبها، أشادت “الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية” بجبهات الإسناد التي أطلقتها حركات المقاومة اللبنانية واليمنية والعراقية لمساندة الفلسطينيين، مؤكدة أنه “لمن دواعي فخرنا واعتزازنا أن نرى المقاومين من لبنان واليمن والعراق يلتحمون مع مقاومي شعبنا ويساندونه بالانخراط المباشر في المعركة واستهداف قواته وقواعده العسكرية وتكبيده الخسائر، وكذلك الهجمات القوية التي نفذتها الجمهورية الإسلامية في إيران على الكيان الصهيوني معلنة وقوفها إلى جانب شعبنا وإسناد مقاوميه”.
وأضافت أن جميع هذه الجبهات قدمت الشهداء والتضحيات على طريق القدس، وامتزجت دماء مقاوميها وقادتها بدماء أبناء شعبنا وقادتنا ومجاهدينا ليؤكدوا وحدة الهدف والدم والمصير، وأن فلسطين ليست وحدها، وأن هذه المعركة التي انطلقت شرارتها من غزة ستغير وجه المنطقة وستمهد لتحرير فلسطين وكسر الاحتلال وكنسه بإذن الله.
وقد أكد بيان المقاومة الفلسطينية أن “وحدة المقاتلين في الميدان شكّلت على مدار عام كامل من القتال والاستبسال في صد العدوان والالتحام بآليات الاحتلال مشهداً عظيماً، ومثّلت عامل قوة إضافية لكل قوى المقاومة التي تساندت وتكاملت بالمعلومات والعتاد والرجال والقتال كتفاً لكتف وكبدت العدو خسائر فادحة في الجنود والآليات وأوقعت قواته في كمائن محكمة أعدت في كل شارع وحي وزقاق، وأوصلت رسالة للعدو أن كل شعبنا وفصائلنا يتبنون المقاومة كخيار هو قدر الشعوب الواقعة تحت الاحتلال وحقها المقدّس”.
علماً أنه في 7 تشرين الأول 2023 نفذت المقاومة الفلسطينية عملية “طوفان الأقصى” باستهداف المستوطنات الصهيونية الموجودة في غلاف غزة بـ5000 صاروخ، واقتحم فيما بعد مقاتلو الفصائل الفلسطينية المستوطنات جواً بوساطة “الطائرات الشراعية” وبراً بعرباتهم، ودخلوا إلى عدد من المستوطنات وأسروا عشرات الصهاينة.
وفي الختام؛ فإن طوفان الأقصى مستمر حتى الانتصار وطرد الكيان، وجبهات الإسناد مستمرة حتى تحرير الأقصى من آخر جندي صهيوني ولن تتراجع ولا تتوانى مع الكيان مهماً كان.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News