أخبار حلب _ سوريا
لم تنطفئ نيران المقاومة بعد للأخذ بثأر سيد شهداء المقاومة الشهيد السيد “حسن نصر الله” حتى اشتعلت مجدداً؛ بعدما أعلن رئيس المقاومة الفلسطينية حركة حماس “خليل الحيّة” يوم أمس الجمعة عن استشهاد القائد “يحيى السنوار”، وذلك خلال مواجهة عسكرية مع العدو الصهيوني بتل السلطان في رفح جنوبي قطاع غزة.
وعلى قدر الأهمية التي حملها حدث استشهاده؛ كان للطريقة التي استشهد بها أهمية مماثلة، فمن جهة فإن الإعلام الصهيوني كشف بأنها محض صدفة دون تدخل خطط المخابرات الصهيونية، وإضافة لذلك فإن استشهاد القائد المشتبك وهو بين مقاتليه؛ يكذّب سيناريو العدو الصهيوني بأنه مختبئ بالأنفاق، محتمياً بأسرى العدو وبحسب ظن العدو أن ذلك للحفاظ على حياته والبحث عن مخرج آمن له من غزة.
وفي هذا السياق؛ ذكر الباحث السياسي “سعيد زياد” أن “السنوار” كان يعلم أنه ميت على كل حال منذ أن أطلق عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول 2023، لكنه استشهد مقاتلاً غير مختبئ، كما أن ارتقاء القائد يمنحه بطولة يستحقها رجل مثله لأنه ارتقى وسلاحه في يده ولم يكن مختبئاً كالجرذان ولا محاطاً بالأسرى المدنيين، كما كان يردد قادة العدو الصهيوني طيلة الوقت، فضلاً عن أنه استشهد صدفة وليس نتيجة عمل استخباري ولا عسكري معقد.
بدوره اعترف الخبير في الشأن الصهيوني “إيهاب جبارين” بصحة ما قاله “زياد” بأن استشهاد “السنوار” جاء مكللاً بالصدف وحرم الكيان الصهيوني من إخراج صورة تجعل استشهاده يمنحه نصراً يبحث عنه، كما اعتاد في كل عمليات الاغتيالات التي جرت بتخطيط مسبق، لذلك فقد خرجت عملية استشهاد القائد طبيعية كما حدثت ولم تمنح السردية الصهيونية فرصة التدخل بها.
وبالمثل؛ كشف “جبارين” أن السنوار كان هدفاً يبرر العدو الصهيوني به الكثير من عملياتها بحجة البحث عنه، مما يعني أن المعطيات حالياً تدفعه للجلوس على طاولة المفاوضات بعد ارتقاء “القائد” الذي كان المطلب رقم واحد بالنسبة له.
وقد أكد أن القائد استشهد استشهاد ولم يتم اغتياله بدليل أن العدو أخذ جثته حتى يتأكد من هويته، وعلى الرغم من أن المقاومة فقدت الكثير من القيادات الثقيلة والمؤثرة، إلا أنها تمكنت من تجاوز الأزمة، ولم تكن تمتلك ما تمتلكه اليوم من قيادات بديلة، مشيراً إلى أن المقاومة ستتأثر برحيل “السنوار” وكذلك قطاع غزة لكنهما لن يسقطا بعده كما لم يسقطا عندما استشهد “عبد العزيز الرنتيسي” الذي كان الخليفة الوحيد تقريباً في حينه لمؤسس الحركة الشيخ “أحمد ياسين”.
وإضافة لذلك لفت إلى أن الوصول إلى قائد بحجم “السنوار” عن طريق الصدفة يجعل رئيس الوزراء الصهيوني “بنيامين نتنياهو” عاجزاً عن تقديم رواية نصر لهذه العملية التاريخية، وهو المعروف بأنه ملك الرواية وملك الصورة.
وبحسب الباحثين فإن “نتنياهو” سيواجه حالياً تساؤلات بشأن جديته في استعادة الأسرى ووقف الحرب التي لطالما حمّل “السنوار” مسؤولية فشل التوصل لاتفاق بشأنهما، وبهذا فإن العدو الصهيوني الآن يواجه معضلة كذبة رواية اختباء “السنوار” وصعوبة الوصول إليه بعدما استشهد الرجل في مواجهة عادية داخل منزل على سطح الأرض.
وقد أكد محللون أن المقاومة على أتم الاستعداد لمواصلة عملها المقاوم وملء الفراغ القيادي الناجم عن استشهاد رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة “يحيى السنوار”، وأما بالنسبة لمدير الموساد السابق “رام بن باراك”، فقد أقرّ بأن رحيل “السنوار” يعني ظهور شخص آخر محله، وهذه حرب أيديولوجية وليست حول “السنوار”، كما كشف مدير الشؤون الفلسطينية السابق في الاستخبارات العسكرية الصهيونية “مايكل ميليشتين”: “أنه بعد 50 عاماً من الاغتيالات، أدركنا أن هذا هو جزء رئيسي من اللعبة، وفي بعض الأحيان، يكون من الضروري اغتيال زعيم بارز، ولكن عندما تبدأ في الاعتقاد بأن ذلك سيغير قواعد اللعبة وأن منظمة أيديولوجية سوف تنهار لأنك قتلت أحد قادتها، فهذا خطأ فادح، ولا تستطيع العيش في فتنازيا فالحرب لن تنتهي”.
ختاماً..
فإن المقاومة لن تنتهي باغتيال أو تتراجع باستشهاد قائد، بل تزيد إصراراً على مواجهة العدو الصهيوني بعزيمة وقوة، وإذا كان الكيان يرى بأن نهاية المقاومة اقتربت، فالمقاومة تقول له بأن الحرب الآن قد بدأت، ولن تنتهي حتى ترد الحق لأصحابه وتطرد الباطل.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News