أخبار حلب _ سوريا
في وجه الإعلام لا أحد يمتلك سيناريوهات مضللة وفبركات، كما يمتلك العدو الصهيوني ومن يدعمه من الغرب أو حتى بعض العرب الذين لا يأخذون من العروبة سوى اسمها، بل هم في أرض العرب مستوطنون لا يمتلكون شيئاً يستحق أن يقال عنهم “عرب”، فهم لا يمتلكون كذباً إعلامياً فحسب، بل هم يحرّفون المفردات ويقلبون المصطلحات، ويعبثون بالوصف والصفات، ويقلّبون الألقاب، فهم ملوك الدراما الإعلامية، ومخرجو المسرحيات والتمثيليات، بل هم الأكثر شطارةً في رصف الألاعيب والتشويه، والأغنياء بتلفيق التهم وشرعنة أفعال العدو بمقابل الحق، ومن مثلهم بالادّعاءات التي لا ترحم.
فلم يكتفِ مدّعو العروبة عابدو الصهيونية، وعاشقو الغربية الأمريكية فقط في بث سمّهم بإشاعات تحمل في طياتها مصالح يهودية خبيثة، أو بالفبركة وتزييف ما يحلو لهم من الأحداث، بل دخلوا في حرب لا يقدرون على خوض غيرها من الحروب وليت حربهم بوجه العدو بل في وجه أبناء الأصل والعروبة، وهم أضعف من حمل السلاح بل جبناء لا يقدرون على النزال في الميدان، فقرروا تسليط ألسنتهم بالمصطلحات المشوّهة، لأن الأقلام تخجل أن يحملها أحد كهؤلاء، فالقلم يكتب الحق، وهم ينطقون باطل، وآخر صرعات مفرداتهم وجّهوها نحو شهداء المقاومة قادات الحق الذي لن يهزم.
وإن أبرز محطات التطبيع الصهيوني التي لم تتوقف منذ نشأتها على دس سمومها في العسل، وفي أدمغة مختلف المتلقين والمشاهدين وبمختلف أعمارهم؛ المحطة التي تجذب ملايين المتابعين بخباثة ودناسة معجونة بلسان أفعى يلدغ في الوقت المناسب وبسرعة لا نظير لها ألا وهي “MBC”، المرصعة بمختلف الدراما وتحوي ماهبّ ودبّ من الممثلين، حتى باتت حاضنة لدراما لا تليق إلا بها وبأمثالها من أبواق التصفير اليهودي.
وفي عودتنا لتاريخ نشأتها فقد بدأت البث بتاريخ 18 أيلول 1991، وكان مقرها بمدينة لندن في المملكة المتحدة، وكانت تقدم برامج ترفيهية وإخبارية، وأصبح لها مشاهدون كثيرون في جميع أرجاء الوطن العربي، فبداياتها كانت بجذب المشاهدين بطريقتها الخاصة، ويكتفي أن يكون مقرّها بعيداً حتى ترسم لهيكلتها الداخلية أفكاراً غربية معسولة لتستمر في السير على هذا النهج، ورغم انتقالها لقلب الوطن العربي إلا أن ما تم زرعه في نسيجها لا يمكن اقتلاعه مهما كان، وقد استغلّت نجاحها الواسع لبث الكذب المبطن الممزوج بالتلاعب والخبث.
وكانت بدايات النهج الخبيث في الوصلات الرمضانية الكرتونية التي بثت خلالها رسائل عدة فجذبت العقول بالكلمات والموسيقا والرسوم، إلا أن من يجهل رسائلها لا يدقق بذلك، فماذا يعني أن تُظهر الفواصل الرمضانية الصغيرة، بأغاني رمضانية مبهجة، ورسومات كرتونية تشد الصغار قبل الكبار ومن ثم اللحظة العظمى في الإتلاف البصري والفكري؛ والديني أكثر، عندما تترافق الكلمات مع فتح الباب الكبير لصورة كائن بعين واحدة، لا يشبه أي كائن على الأرض، وبحجم كبير، والمثير للاستغراب أنّ الكلمات المرافقة هي “والله يرانا ويسمعنا”؟ لتكون هذه بدايات التشويه الذي تطور لاحقاً لضرب بعض الشعوب العربية، أو الأصح كانت تضرب الشعب العربي المقاوم الذي ينادي لأجل القضية الفلسطينية، فبدأت أفلامها ومسلسلاتها التي تعبث بالحقائق تحت مسمى تمثيل.
فقد أساءت للعشائر والمرأة العراقية بأحد مسلسلاتها الذي عرضته عام 2020، كما أساءت لنساء اليمن في مسلسل تم عرضه عام 2021، ولم تكتفِ بذلك فقد استمرت بتحريضها ضد شعوب الصمود والحق، ففي عام 2022 بثّت مسلسلين هما مخرج7 وأم هارون تضمنا إساءة للشعب الفلسطيني، ودعوة للتطبيع مع العدو الصهيوني، كل ذلك كان تمهيداً لصاعقة كبرى من محطة تلفزيونية مهمتها الأساسية هي عرض البرامج الترفيهية والمسلسلات الكوميدية والتراجيدية؛ لتكشف أوراقها على العلن وتحكي بلسانٍ سياسيٍّ مؤدلج بطريقة يهودية لعينة.
وبلحظة شريرة خلعت “MBC” قناعها الدرامي المبطن وأظهرت وجهها الحقيقي المشبع بالكره للمقاومة والمحور والقضية، وبدأت برحلة الخطاب المحرّض، لاستهداف ممنهج للمقاومة، حيث نشرت تقريراً يتشفّى باستشهاد قادة المقاومة، أساءت فيه لقادة المقاومة.
فقد وصفتهم بشخصيات تصنع العنف، في تقرير حمل عنوان “ألفية الخلاص من الإرهابيين”، فقد وصفت الشهيد “صالح العاروري” والشهيد القائد “إسماعيل هنية” أيضاً بالإرهابي، وآخرهم القائد الشهيد “يحيى السنوار” الذي وصفته بوجه جديد للإرهاب واصفةً استشهاده بأن العالم قد تخلّص منه، إضافة لوصفها أعماله النضالية بالدموية الوحشية، متناسيةً جرائم العدو الصهيوني البشعة بحق أطفال ونساء شعبه المجردين من السلاح، إضافة لذلك أساءت لقادة المقاومة اللبنانية إضافة للقائد الشهيد الحاج “قاسم سليماني”، كما وصفت الشهيد القائد “أبو مهدي المهندس” أيضاً بالإرهابي.
ختاماً…
فإن كلّ ما يتم بثه هو حرب واضحة فتحويل كلمة قائد أو مجاهد لإرهابي هي إحدى الطرق التي تحاول بها أبواق الصهيونية تشويه وتضليل فكرة القضية السّامية التي تسعى لهدف نبيل هو تحرير القدس، وتحويل كلمة المقاومة إل كلمة حركة إرهابية ما هي إلا عملية إساءة لكل عمل جهادي يواجه العدو بكل أشكاله، وهدفهم هو جعل الوحش الصهيوني يكبر ويستمر دون أن يجد من يردعه، لأجل مصالحهم الدنيوية التي تتلاقى مع مصالح الغرب بأن يكون له ذراع في الشرق الأوسط ويبسط سيطرته الكاملة في كل مكان.
تابعنا عبر منصاتنا :