مزّق مستوطنون يهود، اليوم الإثنين، نسخا من القرآن الكريم، وأحرقوها وألقوها بالقمامة في البلدة القديمة من مدينة الخليل (جنوب الضفة الغربية).
وقد صرّح مدير “أوقاف الخليل” نضال الجعبري، إن “مستوطنين مزقوا وأحرقوا عددا من المصاحف، وألقوها في القمامة، بمحاذاة مسجد قيطون، قرب الحرم الإبراهيمي الشريف في البلدة القديمة، وسط الخليل”.
ووفق “قدس برس” أشار الجعبري إلى أن الاعتداء على المصاحف وبيوت الله يأتي بعد سلسلة من الاعتداءات، التي نفذها المستوطنون بحق الحرم الإبراهيمي والمنازل المحيطة به.
والجديد بالذكر أن قوات الاحتلال تمنع المواطنين الفلسطينيين من الدخول إلى الساحات المحيطة بالحرم الابراهيمي، إلا أياما قليلة خلال السنة، فيما يسمح للمستوطنين بدخولها كافة أيام السنة.
هذا وقد منعت قوات الاحتلال رفع الأذان 57 وقتاً في الحرم الإبراهيمي خلال الشهر الماضي، وفي الثالث من الشهر الجاري دنس مئات المستوطنين الحرم الإبراهيمي الشريف، وأقاموا حفلا غنائيا في باحاته، بحماية مشددة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وواصلت قوات كبيرة من السلطات الإسرائيلية، الإثنين، حصار عشرات الآلاف من الفلسطينيين في عدد من البلدات في القدس الشرقية لليوم الثاني على التوالي.
وفي السياق قالت الشرطة الإسرائيلية إنها تواصل “البحث عن فلسطيني تشتبه بأنه أطلق النار، مساء السبت، على عناصر من الجيش والشرطة الإسرائيليين عند حاجز عسكري على مدخل مخيم شعفاط، شمالي القدس الشرقية”.
وأدّت عملية إطلاق النار إلى مقتل مجنّدة وإصابة عنصرَي أمن إسرائيليين.
ومنذ مساء السبت، أغلقت الشرطة الإسرائيلية الطرق المؤدّية إلى مخيم شعفاط والأحياء الفلسطينية المجاورة، وهي عناتا وضاحية السلام ورأس خميس ورأس شحادة.
وقال شهود عيان للأناضول، إن “الشرطة الإسرائيلية تمنع الدخول أو الخروج من هذه الأحياء، فيما تقوم بعمليات بحث واسعة عن فلسطينيّ تشتبه بأنه أطلق النار على عناصر الشرطة والأمن الإسرائيليين”.
كما تستخدم الشرطة الإسرائيلية طائرات مروحية تحوم في أجواء الأحياء الفلسطينية، بحًثا عن منفذ عملية إطلاق النار.
وأضاف شهود العيان إن “الشرطة الإسرائيلية اعتقلت عددا من الفلسطينيين من هذه الأحياء خلال اليومين الماضيين”، وأشاروا إلى أن “المدارس في هذه الأحياء أغلقت أبوابها الإثنين والأحد”.
وشوهدت في مداخل الأحياء المغلقة عشرات السيارات لفلسطينيين لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم، وخلال اليومين الماضيين، قام متطوعون بتوزيع الطعام والمياه على العالقين.
وأفاد شهود عيان للأناضول، عن “مواجهات متقطعة داخل الأحياء بين فلسطينيين يرشقون الحجارة، وقوات الشرطة الإسرائيلية التي تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية”.
ومساء الأحد، أعلنت الشرطة الإسرائيلية في تصريح مكتوب أرسلت نسخة منه للأناضول، “اعتقال 4 مشتبه بهم بالضلوع في عملية إطلاق النار وتم تمديد اعتقالهم على ذمة التحقيق لمدة 8 أيام”.
وقالت: “تتواصل المطاردة المكثفة لمنفذ عملية إطلاق النار بمشاركة قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود، وجهاز الأمن العام “الشاباك” والجيش الإسرائيلي، تساندهم مروحية شرطية وبمشاركة وحدات خاصة”.
هل ستستمر كل من السعودية وتركيا اللتين تتصدران زعامة العالم الإسلامي في فتح علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي بعد هذا الانتهاك الصارخ والاستفزاز الكبير لأقدس رمز ديني، وشعيرة من شعائر المسلمين وهو “القرآن الكريم”.