أخبار حلب _ سوريا
محاولاتٌ فاشلة تتلو بعضها البعض للوصول إلى القائد الغامض الذي لا يهاب الموت، وسعيٌ مستمر لاغتياله بأي وسيلة، لكنه في كل مرة كان أسرع وأذكى، وأكثر مهارة في إبعاد يد العدو عنه، ليس خوفاً بل قوةً وإصراراً على مواجهة عدّوه بكل ثقة وثبات.
حيث أربك الشهيد القائد “يحيى السّنوار” جميع أجهزة العدو الصهيوني، وزلزل أركانهم بكل خطواته وتحركاته، حتى أصبح المطلوب رقم واحد بالنسبة لمسؤولي الكيان وداعميه من الغرب، وذلك لما يشكله من خطرٍ كبير على الوجود الصهيوني، ولتفوّقه بالذكاء والتخطيط على عدوّه؛ نجح في التواصل مع جهات مختلفة متصلة بالمقاومة خارج فلسطين المحتلة بلا هاتف ولا تكنولوجيا متطورة قد تكون سبباً في اغتياله.
فقد كان الشهيد القائد “السّنوار” يعتمد نظاماً مميزاً ومختلفاً للتواصل مع القادة الذين أراد إيصال مخططاته ورسائله لهم، بعيداً عن برامج التواصل الاجتماعي، أو حتى رسائل الSMS التي ستكون حتماً ثغرة يستغلها العدو الصهيوني للوصول إليه، فاستخدم القائد الغامض رسائلاً مكتوبة بخط اليد وبطريقة مشفّرة يرسلها على دفعات، رسالة متقطعة يرسل مع كل فرد جزء من رسالة خطية مشفرة، وكل فرد يوصلها لآخر حتى تصل لهدفها.
لقد اختار القائد الغامض الذي هَندسَ الأنفاق ببراعة أشخاصاً موثوقين بعيدين كلّ البعد عن لفت النظر ليكونوا الرُسُل المعتَمد عليهم عند الحاجة، فأوصل رسائله إلى الشهيد السيد “حسن نصر الله” في لبنان، كما أرسل رسائله إلى “عبد الملك الحوثي” في اليمن، مستخدماً نظاماً معقداً ورموزاً مشفرة أبدعها وهو في معتقله لدى سجون الكيان.
ولذلك فإن اعتماد القائد الشهيد على نظام بدائي بعيد عن التكنولوجيا والتي سرعان ما تكشف مكانه لعدوه، قد أزعجت وأغضبت استخبارات العدو، فهي تحاصره من كل الجهات، إلا أنه تحت الأنفاق يخطط ويحيك التكتيكات للقضاء على أعدائه ويتواصل مع من يريد بطريقته هو لا بتطورهم هم.
وعلى الرغم من أن العدو الصهيوني قد اغتال “السنوار” إلا أن اغتياله جاء بالمصادفة دون تخطيط، وحتى دون معرفة هويته في البداية، وهذا باعتراف العدو نفسه، أي أن اغتياله لم يكن بجهود استخباراتية صهيونية، فأفشل العدو وهو على قيد الحياة وهو شهيد، فكان الأسطورة التي منعت العدو الصهيوني من إبداء النصر في اغتياله.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News