أخبار حلب _ سوريا
فوضى واضطراب تعيشها المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا “قسد” المدعومة من الاحتلال الأمريكي، وإضافة لذلك ما تتعرض له من قصف تركي، لتصبح المناطق المحتلة من شمال وشمال شرق سوريا حلبة صراع لأعداء سوريا وللأسف على أرضها.
وفي هذا السياق طلب القائد العام لميليشيا قسد “مظلوم عبدي”، من التحالف الدولي الذي يقوده الاحتلال الأمريكي إيجاد حلول دبلوماسية للتوترات التي تشهدها المنطقة التي تسيطر عليها الميليشيا شرق سوريا، وفي مقدمتها الاستهدافات المتكررة التي تتلقاها من المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال التركي، معترفاً بأن الهجمات الأخيرة التي نفذتها تركيا على مناطق سيطرة الميليشيا كانت بعد الهجوم على شركة الصناعات “توساش”في أنقرة.
وإضافة لذلك زعم “عبدي” أن هجوم أنقرة كان مجرد ذريعة لتركيا لشن هذه الهجمات التي مخطط لها قبل هجوم “توساش”، مدعيّاً أنه غير مسؤولين عن أي هجوم في أنقرة، معتقداً أن تركيا لا تستطيع تقديم أدلة تؤكد تسلل أشخاص من سوريا إليها، كاشفاً أن الضربات التركية، ألحقت أضراراً بمنشآت الكهرباء والنفط والمخابز، كانت لها عواقب وخيمة على وهي جزء من استراتيجية أوسع نطاقاً من جانب تركيا لفرض تحول ديموغرافي من خلال دفع السكان الأكراد إلى خارج المنطقة.
وفي سياق متصل؛ كشف عن استعداده للحوار مع تركيا، قائلاً: “نحن منفتحون على الحوار مع جميع الأطراف، بما في ذلك تركيا، حتى لو استمرت هجماتها”، آملاً أن تستمر هذه الحوارات التي نتحدث عنها والتي تجري بالوساطة وتصل إلى نتائج، إضافة إلى أنه ناشد التحالف الدولي الذي يقوده الاحتلال الأمريكي بمواصلة الضغط من أجل التوصل إلى حلول دبلوماسية، معرباً عن تخوفه من تراجع حجم الوجود الأمريكي في العراق.
كما أقرّ بوجود مخاطر من عملية التقارب السوري- التركي على المشروع الكردي شرقي سوريا، معترفاً بأن احتمالات المصالحة بين تركيا وسوريا تطرح تحديات إضافية، فقد كانت هناك محاولات عدة للتقارب بين دمشق وأنقرة، مضيفاً أن تركيا قالت بوضوح إنها ستتصالح مع دمشق على أساس إزالة الوضع القائم لهذه المنطقة، وهو ما يجعلنا هدفاً لها، موضحاً أن الاقتراح بإعادة تفعيل اتفاقية أضنة لعام 1998 بين تركيا وسوريا، والتي تهدف إلى معالجة المخاوف الأمنية على طول حدودهما المشتركة، قد تكون له تداعيات خطرة على وجود الميليشيا الكردية شمال وشمال شرقي سوريا.
من جهة أخرى علّق المتحدث باسم البنتاغون “باتريك رايدر” على الهجمات التركية التي استهدفت مؤخراً مناطق سيطرة ميليشيا “قسد” بقوله: “واشنطن تدرك مجدداً المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا، موضحاً عن استهدافات تركيا للمناطق المحتلة من قبل ميليشيا “قسد” بأن لواشنطن تنسيق وتواصل جيدين مع الأتراك، وستستمر لفعل ذلك مستقبلاً.
علماً أن ميليشيا “قسد” توجد في مناطق شمالي وشمال شرقي سوريا بدعم من الاحتلال الأمريكي، لاعتبار الميليشيا شريك محلي يصعب التخلي عنه، وفي تشرين الأول 2023 كشف آخر سفير أمريكي في دمشق “روبرت فورد” أن أمريكا ستستمر بدعم ميليشيا “قسد” معترفاً بأن إدارة “بايدن” مصرة على إبقاء الاحتلال الأمريكي شرقي سوريا وهو بحاجة إلى شريك محلي هناك.
كما يشار إلى أن واشنطن سبق أن أعطت أنقرة ضوءاً أخضر لشن عملية عسكرية شمالي سوريا، ففي تشرين الأول من عام 2019 أكدت الخارجية الأمريكية أن واشنطن أعطت تركيا الضوء الأخضر للمضي في عمليتها العسكرية في منطقة شرق الفرات، وجاء حينها في بيان للبيت الأبيض: “تركيا ستمضي قدماً في العملية المخطط لها منذ فترة، لكن القوات الأمريكية لن تشارك بالعملية”، مضيفاً أن تركيا لن تكون موجودة في منطقة شمالي سوريا، وبعد هذا البيان شنت أنقرة عملية ما يسمى “نبع السلام” التي سيطرت إثرها على مدينتي رأس العين وتل أبيض شمال شرقي سوريا.
تابعنا عبر منصاتنا :