أخبار حلب _ سوريا
تستمر عمليات المقاومة اللبنانية باستهداف قواعد وجنود العدو الصهيوني، وتزداد وتيرة الضربات التي اعتقد العدو الصهيوني أنها ستتوقف باغتيال سيد شهداء القدس السيد “حسن نصر الله”، وقد أصدرت غرفة عمليات المقاومة اللبنانية في أربعينية الشهيد السيد “نصر الله”، بياناً بشأن التطورات الميدانية لمعركة “أولي البأس”، على صعيد المواجهات البرية وسلسلة عمليات “خيبر”، مؤكدةً على مواصلة مجاهديها تصدّيهم للعدوان الصهيوني على لبنان، وتكبيدهم الاحتلال خسائر فادحة، في عدّته وعديده من ضباط وجنود، على امتداد محاور المواجهة عند الحافة الأمامية، وصولاً إلى أماكن وجوده في عمق فلسطين المحتلة.
وبالنسبة للمعركة البرية فنفّذت أكثر من 70 استهدافاً في الخيام في 3 أيام، والاحتلال ينسحب إلى ما وراء الحدود، ففي الـ8 من أكتوبر الماضي، بدأت قوات العدو الصهيوني التقدم في اتجاه الخيام، بأعداد كبيرة من الأفراد والآليات، وبغطاء جوي كثيف على كامل المنطقة المحيطة والمشرفة على البلدة، وسط تموضع لقوات العدو على العوارض الأمامية، في مناطق تل نحاس والحمامص وسهل المجيديّة.
وبعد رصد دقيق لمسارات التقدّم المحتملة ووفقاً للخطط الدفاعية المعدّة مسبقاً؛ فقد أعدّ المجاهدون خطة دفاع بالنار، ركيزتها الأساسية الرمايات الصاروخية والمدفعية، عبر عدد كبير من الاستهدافات المتزامنة والمركّزة على تحركات العدو وتموضعاته ومسارات تقدّمه، داخل الأراضي اللبنانية وفي الأراضي المحتلة، وعلى مدار 3 أيام متواصلة، تم تنفيذ أكثر من 70 عملية استهداف، 50 منها عند الأطراف الجنوبية والشرقية للبلدة، تم خلالها تدمير 4 دبابات بالصواريخ الموجّهة ومقتل وجرح طواقمها.
وإضافة لذلك تم استهداف تموضع للجنود في مستوطنة “المطلة” بصاروخ موجّه، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد منهم، إضافةً إلى استهداف مجموعة التأمين في منطقة تل نحاس بصاروخ موجّه، وقد عرض الإعلام الحربي بعض المشاهد التي توثّق الإصابة، وكان أبرز هذه العمليات الصلية الصاروخية الدقيقة التي استهدفت تجمعات كبيرةً لجنود العدو وآلياته في منطقة وادي العصافير، عند الجهة الجنوبية الشرقية للخيام، باستخدام صواريخ نوعية ودقيقة، يزن رأسها الحربي 250 كلغ من المواد شديدة الانفجار. ومن جراء الانفجارات الضخمة، والأعداد الكبيرة من الإصابات، عمّت حالة من الذعر والتخبّط في صفوف القوات المعادية.
إضافةً إلى الصليات الصاروخية والرمايات التي استهدفت تحركات العدو داخل الأراضي اللبنانية، تم خلال هذه العملية تنفيذ عدد كبير من الاستهدافات في المناطق الخلفية للقوات، التي تشارك في الاعتداء على لبنان، بصورة مدروسة ومحددة عبر استهداف تجمعات قوات تأمين الهجوم على الخيام، في موقع “المطلة” ومستوطنة “المطلة” والبساتين المحيطة بها، بــ11 صليةً صاروخيةً مركزةً وبقذائف المدفعية، تم تحقيق إصابات مؤكدة فيها.
كما تم استهداف معسكر للتدريب وقواعد النار ومقارّ قيادية في مستوطنة “أييليت هشاحر”، قواعد نيران صاروخية في مستوطنة “يسود هامعلاه”، منطقة تجميع للمدرّعات في مستوطنة “شاعل” ومقارّ قيادية في مستوطنة “شامير”، بــ23 صلية صاروخية، حيث أُجبرت قوات العدو، ليل الخميس في الـ31 من أكتوبر على الانسحاب إلى ما وراء الحدود، والاستعانة بالمروحيات العسكرية من أجل نقل القتلى والجرحى، إلى جانب استقدام آليات خاصة بهدف سحب الدبابات المدمّرة.
وأما عن خسارة العدو فخلال محاولة قوة من العدو التقدّم عبر الحدود في اتجاه قرية حولا، السبت الماضي، في الـ2 من نوفمبر، رصد المجاهدون رتلاً من الآليات العسكرية، بحجم كتيبة كاملة، بقوام 40 آليةً، من دبابات ومدرّعات وناقلات جند، تتقدّمها جرافتان عسكريتان، بهدف فتح مسارات لعبور الآليات في اتجاه وسط البلدة، وعند وصول القوة إلى مرمى المجاهدين، جرى استهداف الجرافتين بصاروخي “كورنيت” مضادين للدروع، ما أسفر عن تدميرهما ومقتل وجرح من كان فيهما، وتحت غطاء كثيف من المدفعية الصهيونية، انسحبت القوة بكل آلياتها نحو الحدود الشرقية للبلدة، أما فور استقرار القوة في منطقة التجمّع، وبهدف إلحاق أكبر عدد من الإصابات، فجرى استهداف المنطقة بـ3 صليّات صاروخية، بفارق 5 دقائق بين كل رشقة وأخرى، وبأكثر من 60 صاروخاً، وقد حققت العملية أهدافها.
وقد جاء انسحاب العدو الصهيوني بفعل ضربات المقاومة القاسية والمتكررة، وعدم إتاحة الفرصة أمام قوات “جيش” العدو للتثبيت والاستقرار داخل قرى الحافة، عمد “الجيش” إلى الانسحاب من عدد من البلدات، التي كان قد تقدّم في اتجاهها، إلى ما وراء الحدود، وسط عمليات تمشيط واسعة من المواقع الحدودية ومرابض المدفعية وغارات من الطائرات الحربية على هذه البلدات، كما يحصل في عيتا الشعب، راميا، ميس الجبل، بليدا، الخيام وغيرها، ويجرى التعامل مع محاولات متكررة لقوات من جيش العدو الصهيوني لإطباق الحصار على بلدة الناقورة في القطاع الغربي، ومحاولة تسلّل في منطقة الوزاني في القطاع الشرقي، تم استهدافها بصلية صاروخية، أجبرتها على المغادرة.
وعلى الرغم من الإطباق الاستعلامي والنشاط الدائم لسلاح الجو الصهيوني، إلا أن المقاومة قد رفعت وتيرة عملياتها النوعية، التي تندرج ضمن إطار سلسلة عمليات “خيبر”، عبر توجيه ضربات مركّزة ومدروسة إلى المراكز والمنشآت والقواعد الإسرائيلية الاستراتيجية والأمنية، بعمق وصل إلى 145 كلم داخل فلسطين المحتلة، وباستخدام الصواريخ والمسيّرات النوعية، فهذه الاستهدافات المحددة والدقيقة والمدروسة تتم وفقاً لبرنامج واضح، وإدارة وسيطرة تامين على مجريات الأمور الميدانية، والتقدير المتأني لمجريات الأمور ومسار الجبهة وتدرجاتها، إذ وصل عدد الاستهدافات في إطار سلسلة عمليات “خيبر”، منذ انطلاقها في الأول من أكتوبر 2024، إلى 56، 18 منها تم خلال الأسبوع الماضي.
ومع كل ذلك فقد حققت هذه العمليات أهدافها العسكرية، فإنّ أكثر من مليوني مستوطن، على مساحة تزيد على 5,000 كلم2، وبعمق وصل إلى 145 كلم داخل فلسطين المحتلة، أُجبروا على الدخول إلى الملاجئ وإيقاف الدراسة والأعمال وحركة الملاحة الجوية بصورة متكررة، مع كل عملية تم تنفيذها.
وفي هذا الصدد أكدت غرفة عمليات المقاومة اللبنانية في بيانها ما يلي:
– تتصاعد سلسلة عمليات “خيبر” وفقاً لرؤية وبرنامج واضحين، وإدارة وسيطرة عاليتين، على نحو يضمن القدرة على الوصول الفعّال إلى كل الأهداف التي تحددها قيادة المقاومة.
– على المستوطنين الذين تم إنذارهم بضرورة إخلاء مُستوطناتهم عدم العودة إليها، كونها تحوّلت إلى أهداف عسكرية، نظراً لاحتوائها على مقارّ قيادية، ثكنات ومصانع عسكرية، مرابض مدفعية وقواعد صاروخية ومحطات للخدمات اللوجستية والأركانية للقوات، التي تعتدي على الأراضي اللبنانية.
– إنّ الإنجاز الوحيد الذي حقّقه “الجيش” الإسرائيلي، خلال ما يُطلق عليه مسمى “المناورة البرية”، هو فقط تدمير البيوت والبنى التحتية المدنية، وتجريف الأراضي الزراعية في البلدات الحدودية.
– أثبتت الأسابيع الأخيرة أنّ تشكيلات المقاومة تمكّنت من ترتيب هيكليتاها وبمختلف المستويات، وهذا ما يعكسه ارتفاع وتيرة عمليات إطلاق الصواريخ والمسيّرات الانقضاضية، على مختلف الأهداف داخل “الكيان المؤقت” (تسمية أطلقها الشهيد السيد نصر الله على كيان الاحتلال) حتى “تل أبيب”.
– إنّ المجاهدين في الجبهة الأمامية عند الحدود الجنوبية، وبفعل ضرباتهم الدقيقة والمتكررة، وقدرتهم العالية على التصدي لتوغّلات العدو وتدمير دباباته وآلياته، تمكنوا حتى الآن من إجبار قواته على المراوحة عند حدود قرى الحافة فقط، ومنعها من التقدّم في اتجاه قرى النسق الثاني من الجبهة، أو الاقتراب من مجرى نهر الليطاني.
وفي أربعينية سيد شهداء المقاومة الأسمى والأقدس، الشهيد السيد “نصر الله”، أكدت المقاومة اللبنانية أنّها “على العهد والوعد، ستبقى وفيةً لدماء شهدائها، وستمضي في تحقيق الأهداف التي ارتقوا من أجلها، وعلى رأسها رفعة وكرامة شعبها الأبي وحرية بلدها وسيادته”، وختمت بيانها بشأن تطورات معركة “أولي البأس” معاهدةً الأمين العام لحزب الله، الشيخ “نعيم قاسم” على أنّها ثابتة على درب الولاية، حتى تحقيق النصر.
تابعنا عبر منصاتنا :