أخبار حلب _ سوريا
كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية من خلال تحقيق أجرته بأن العدو الصهيوني يستخدم أسلحة أميركية لقصف مقرّ الصحافيين في حاصبيا جنوب لبنان في تشرين الأول الماضي.
حيث جاء في تفاصيل الحادثة أنه عند الساعة “3:19” صباحاً يوم 25 تشرين الأول؛ ألقت طائرة صهيونية قنبلتين على شاليه في حاصبيا جنوب لبنان، أسفرت عن استشهاد مصور قناة الميادين “غسان نجار” والفني “محمد رضا”، ومصور قناة المنار “وسام قاسم”، وذلك أثناء نومهم إضافةً إلى إصابة ثلاثة صحافيين آخرين من وسائل إعلام مختلفة كانوا يقيمون في مكان قريب، مؤكدةً على عدم وجود قتال في المنطقة قبل الغارة أو اثناءها.
كما أجرت “الغارديان” مقابلات مع مالك العقار والصحافيين الذين كانوا موجودين وقت الهجوم، وحلّلت الشظايا التي تم العثور عليها في الموقع الهجوم، محددةً مواقع معدات المراقبة جغرافياً في نطاق مواقع الصحافيين، وكشفت بقايا الذخائر التي عُثر عليها في الموقع، مبينةً أنّ واحدة على الأقل منها كانت عبارة عن قنبلة من نوع MK-80، التي تزن 500 رطل موجهة بواسطة JDAM أميركية الصنع، وهي مجموعة تعمل على تحويل القنابل الغبية الكبيرة إلى أسلحة موجهة بدقة.
وتابعت بأنه تم العثور على قطعة من زعنفة الذيل للطائرة Jdam من إنتاج شركة بوينغ، بالإضافة إلى جزء من قسم التحكم الداخلي الذي يقوم بتحريك الزعنفة، وقد كشف رمز القفص الموجود على بقايا قسم التحكم أنّه تم إنتاجه بواسطة شركة Woodward وهي شركة طيران مقرها كولورادو، ولم تستجب بوينغ ولا وودوارد لطلبات التعليق، وجرى التحقق من الشظايا بواسطة “تريفور بول”، وهو متخصص سابق في إبطال مفعول القنابل في الجيش الأميركي، وخبير أسلحة لم يكن مخولاً بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
وإضافة إلى ذلك فقد كان من بين المتحدثين عن تفاصيل الواقعة الموجودين في المكان المستهدف؛ الصحفية “فاطمة فتوني”، التي أكّدت بأنّ طائرات الاستطلاع من دون طيار كانت ثابتة فوق موقع النقل المباشر، ودار الضيافة في حاصبيا، خلال إقامتهم هناك لمدة 23 يوما، وفي ليلة الهجوم، كانوا جالسين أمام الشاليهات وكانت الطائرة من دون طيار تحلق على ارتفاع منخفض للغاية فوقهم.
وتابعت “فتوني”، بأنها استيقظت بعد بضع ساعات على صوت انفجار، وأخرجت نفسها من تحت أنقاض سقف الشاليه المنهار، ووصلت إلى خوذتها، فيما تمزقت سترتها الواقية من الرصاص بسبب قوة الانفجار، ووجدت زملاءها ميتين على الأرض، وأنّ “صمت المجتمع الدولي هو الذي سمح بحدوث ذلك.
وفي سياق متصل صرح مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير “لأيرين خان”، بأنّ “العدو الصهيوني يتجاهل بشكل صارخ الالتزامات القانونية الدولية تجاه حماية الصحافيين، ويبدو أنّ عمليات القتل المستهدف، والذريعة القائلة بأنّ الهجمات كانت تستهدف الجماعات المسلحة من دون تقديم أي دليل يدعم هذا الادعاء، والفشل في إجراء تحقيقات شاملة، كلّها جزء من استراتيجية متعمدة لإسكات التقارير الناقدة للحرب والانتهاكات، ولعرقلة توثيق جرائم الحرب الدولية المحتملة.
تابعنا عبر منصاتنا :