أخبار حلب _ سوريا
لقد صمّغَ العدو الصهيوني آذان العالم بجيشه الذي لا يقهر، وزرع بنفوس الجميع الرعب والخوف من مواجهة هذا الجيش الذي لم يعرف أحد من قبل عن كيفية عمله أو حتى طريقة مواجهته وهزيمته، حتى قامت قيامة السابع من أكتوبر على رأسه، وفضحت المخفي، أكثر من عام مضى، ومازالت تنكشف حقائق هذا الجيش المخدوع بنفسه، المغرور عسكرياً بقدراته.
فلم يكتفِ جيش العدو الصهيوني فقط بالفشل الذريع بكل بقاع الأراضي المحتلة، لم تخفق استخباراته فقط، ولم يذهب جنوده إلى المشافي العقلية فحسب، ولم يعترف إعلامه وإعلام أمريكا الداعمة له بأنه وصل لمرحلة الانهيار فقط، بل تعاظمت إخفاقاته حتى باتت أبسط الأشياء تقف بوجهه عائقاً، ومع دخول الشتاء الحقيقي ببرده وأمطاره، ووابل الصواريخ النارية الغزيرة التي تساقطت عليه يوم أمس، ب51 عملية للمقاومة اللبنانية، أصبح الشتاء كما يقال “حجة اللي ماله حجة”.
حيث لم يخجل هذا الكيان المتباهي بقوته “زيفاً” بالخروج والاعتراف بأن سوء الأحوال الجوية صعّب على سلاح الجو رصد منصات إطلاق الصواريخ التي استخدمتها المقاومة اللبنانية، زاعماً بأن الشتاء هو التحدي الأكبر الذي يواجهه جيش العدو الصهيوني في القتال، مقابل المقاومة اللبنانية في هذه الأيام، وليست الصواريخ المضادّة للدروع ولا الطائرات المسيّرة.
وإضافة إلى ذلك؛ كشفت الصحف العبرية نقلاً عن قائد اللواء السابع الصهيوني العقيد “إيلاد تسوري” في سلاح المدرعات في جيش العدو، والذي يقاتل منذ عام وشهرين، إن جنود اللواء السابع مطالبون الآن بتحدٍ آخر وهو مواجهة الجنرال الشتاء، متذرّعاً بأنه “صباح أمس؛ هطلت أمطار غزيرة على المنطقة التي يقاتل فيها مقاتلو اللواء، وفي المساء كان الجو بارداً بالفعل”، مضيفا “نحن مستعدون للغاية، ولكن الجو ما يزال شديد البرودة”.
مضحكٌ حقاً، أن تكون الأحوال الجوية واحدة من الذرائع التي تجعل العدو الصهيوني يغرق ليس بسيول الأمطار، بل بصواريخ المقاومة، فهو لا يعلم أنه يعترف بشكل غير مباشر بقدرات المقاومة التي تواجهه وتضربه برشقات غزيرة من الصواريخ وهي بذات الأحوال الجوية، فهل يمكن أن تمطر فوق رأس الكيان والشمس تلقي بخيوط دفئها على رجال المقاومة؟!!!
يبدو أن جميع أبواب المواجهة أغلقت أمام العدو الصهيوني الذي لم يعد يحتمل مواجهة قوة كبيرة وقدرات عظمى كالمقاومة اللبنانية، فاضطر إلى الانتقال لمرحلة الذرائع غير المقبولة، ولأن نهايته تقترب كل دقيقة أكثر تحت صواريخ المقاومة، كان لا بد له من مطالبات باتفاق مع لبنان تحت أي ظرف، وكان للأحوال الجوية الشتوية نصيباً من أن تصبح “شمّاعة” لتعليق الفشل الصهيوني عليها.
تابعنا عبر منصاتنا :