أخبار حلب _ سوريا
على مقربة مما يقال بأنه بين ليلة وضحاها، تحوّلت العملية البرية التي هدد بها العدو الصهيوني، محاولاً التوغل إلى بلدات جنوب لبنان، وجنونه المعهود بالاعتداءات على أنحاء البلاد، إلى مطالبات لاتفاق مع لبنان بخصوص وقف إطلاق النار والتهدئة، بعدما كسرت المقاومة اللبنانية شوكته عند الحدود، وباتت خسائر العدو أكبر بكثير مما يتوقع، وبدلاً من تحقيق أي نقطة من الانتصار المتوقع بالنسبة له، تلقى ضربات غير مسبوقة وخسر آليات وجنود بأعداد كبيرة.
وليس ذلك وحسب بل إن ما يسمى المجلس الأمني الصهيوني المصغر يقرر في شأن الاتفاق اليوم، وذلك وسط انتقادات صهيونية شديدة لاي اتفاق يبرم، إضافة إلى إعلان ما يسمى وزير المال المتطرف “بتسائيل سموتريتش”، أن أي اتفاق لن يساوي الحبر الذي يكتب به، وبهذا نجد أن العدو الصهيوني يتلاعب مجدداً بالموقف، فتارة يعبر عن الموافقة وتارة يرفضها، علماً أن كل من أمريكا وفرنسا تتحدثان عن عدم إنجاز اتفاق حتى الآن.
إلا أن مع وجود العدو الصهيوني تحت النيران اللبنانية، كشف الإعلام الصهيوني عن موافقة “نتنياهو” المبدئية على الاتفاق، زاعماً أن الداخل لديه شروط بخصوص التفاصيل على أن يتم نقلها إلى الحكومة اللبنانية، إذ يأتي ذلك بالتزامن مع تقارير صهيونية تتحدث عن ضمانات من واشنطن تؤكد تعهدها بمواصلة دعم تل أبيب ومنحها الحق الكامل في التحرك ضد ما وصفته بالتهديدات الفورية من المقاومة اللبنانية، وهذا ما نفته المصادر الأمريكية.
ولكن مع تظاهر “نتنياهو” بالتمسك بمطالباته وأنه لن يقبل بوقف النار إلا بشروط، خرج مستسلماً رافعاً الراية البيضاء، معترفاً بموافقته على اتفاق وقف النار، إلا أن الاتفاق كان بعد رجائه هو، لما ذاقه من إيلام بضربات المقاومة اللبنانية، وهذا ما أشار إليه الصهيوني “تشي بان”، حيث كشف عن عدة مؤشرات قد تجبر نتنياهو على القبول بالاتفاق:
المؤشر الأول أن يكون قد بدأ يتألم بفعل الضربات التي توجهها المقاومة اللبنانية للعدو الصهيوني، لا سيما تل ابيب، ويخشى من استمراريتها لاحقاً، إضافة إلى الخسائر الكبيرة التي يتكبدها جيشه في المواجهة مع المقاومة، وفشله في محاولات التوغل، وقد نُقل عن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري بأن “الفضل للتوازن في بنود الاتفاق يعود للمقاومين الابطال في الميدان”.
وأما المؤشر الثاني، وهو أن نتنياهو أمام خيارين إما الذهاب إلى اتفاق لوقف النار أو إصدار مجلس الأمن الدولي قراراً ملزماً بوقف إطلاق النار، وقد نقلت وسائل إعلام صهيونية تحذيرات أمريكية لنتنياهو بأن أمريكا قد تمتنع عن التصويت في المجلس، إن لم يقبل بالاتفاق، وهذا لا يعني أن الأمريكي يرغب بوقف النار، بل لأن لديه دوافع خاصة مرتبطة بمصالح إدارة الرئيس “جو بايدن”.
ختاماً…
لقد تمّ وقف إطلاق النار في لبنان، ليس من أجل المقاومة لتعيد رص صفوفها كما يدّعي العدو الصهيوني، فالمقاومة قوية بكل ما فيها بأسلحتها وقدراتها وقبضتها ولا تحتاج لاستراحة، فخلال عمليات الإسناد لم تتوقف أبداً، ولم تتأفف من حدة القتال، بل كانت تزداد قوةً يوماً بعد يوم، ومن كان يعاني وينهار من حدة التصعيد هو العدو الصهيوني، لذلك فكان وقف إطلاق النار برجاء صهيوني، وتحت إرادة المقاومة وقرارها.
تابعنا عبر منصاتنا :