يقدم أسامة محمود هلال من محافظة السويداء نموذجاً للعطاء والإصرار على تحدي الإعاقة عبر تمسكه بسلاح العلم، لإنارة درب حياته وتوظيف ما تعلمه في خدمة أفراد مجتمعه.
وقال هلال 38 عاماً وهو يروي كيف تجاوز إعاقته الجسدية في الأطراف والتي لازمته منذ طفولته ونجح بالتعلم في جميع المراحل التعليمية، متحدياً أصعب الظروف إلى أن نال إجازة جامعية باللغة العربية من كلية الآداب الثانية بالسويداء عام 2010، انطلاقاً من حبه للغة التي هي مصدر هويتنا.
وبحسب هلال الموظف حالياً في مديرية التربية فإنه تطوع لتدريس اللغة العربية بالجمعية السورية للمعوقين جسدياً منذ سنوات، كما عمل بعد تخرجه من الجامعة على تصميم برنامج إلكتروني عبر “البور بوينت” مؤلف من 1200 شريحة جمع فيه فوائد لغوية لقواعد اللغة وبحور الشعر والبلاغة والعروض تتناسب مع جميع أعمار الطلاب بهدف تبسيط فهم المادة وتسهيل عملية الشرح لأنه لديه بطء في عملية الكتابة جراء الإعاقة.
ولم يكتف هلال بتدريس مادة اللغة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة فحسب، بل درسها للعديد من الأصحاء عبر دروس خاصة بهم توازياً، كما ذكر، مع تطوير مهارته في مجال الكمبيوتر وبرامجه بغية توظيفها بخدمة أغراض التعليم.
ويعتبر هلال أن الإعاقة لا تقف عائقاً في طريق طموح أي شخص ويمكن للكثيرين أن يجعلوا منها حالة للتميز ويخلقوا لأنفسهم آفاق تفكير جديدة تتأقلم مع وضعهم الصحي مبدياً استعداده لتقديم تجربته للآخرين، للاستفادة منها ورغبته بإفادة أكبر عدد من الطلاب مما لديه في مجال اللغة العربية.
ووفقاً لرئيس اللجنة الإدارية لفرع الجمعية السورية للمعوقين جسدياً بالسويداء نزار شجاع فإن أسامة يمثل نموذجاً حياً لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة بالمجتمع وتحول بفضل عزيمته وطموحه من طالب ذي إعاقة يتلقى العلم إلى مدرس يفيد الآخرين من علمه ويقدم دروساً للطلاب بالجمعية بشكل تطوعي.