اختُتمت أعمال الدورة الثانية من مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة يوم أمس في الأردن، والذي يهدف إلى تقديم الدعم لاستقرار العراق وأمنه من خلال جمع جيرانه وشركائه حول الطاولة في محاولة للمضي قدماً عبر تعزيز الحوار وذلك بحسب ما أفاد به بيان الرئاسة الفرنسية.
والجدير بالذكر بأنه لم يتم توجيه دعوة إلى سوريا لحضور المؤتمر، في وقتٍ شارك فيه وزراء خارجية إيران والسعودية والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وممثل عن تركيا وعدد آخر من وزراء الخارجية العرب.
وتعليقاً على ذلك اعتبر الكاتب السياسي الأردني موفق محادين في مقالٍ له أنه:” من سخرية القدر وعبث السياسة في المشهد العربي أن توجه حكومة بغداد دعوة إلى تركيا من أجل حضور القمة وتتجاهل شقيقتها السوريّة التي تشاطرها التهديدات التركية الأمنية والعسكرية بالإضافة إلى تجفيف المياه والاحتلال التركي لشريط واسع من أراضي سوريا والعراق”.
لافتاً أنه: “من المزاعم التي يروّجها أصدقاء واشنطن في عمّان وغيرها ضد دعوة سوريا وإشراكها في ملفات المنطقة، بل في ملفاتها نفسها، العلاقة الوطيدة التي تربط بين دمشق وطهران، علماً بأن أصحاب الحملة المذكورة هم الأشد حماسة للتعاون الأردني مع العراق الذي لا تتباين علاقاته كثيراً بإيران عن العلاقات السورية-الإيرانية”.
وفي السياق ذاته أضاف قائلاً أنه: “بهذه المقاربة تسقط المزاعم المذكورة وينكشف التخبط السياسي والخلفيات الحقيقية عند أصحابها”.
لافتاً: “إن المسألة كما يتضح لا تقارَب من الزاوية التي يثيرونها بدليل دعوة إيران نفسها إلى المؤتمر، بل من زوايا أخرى جلية وواضحة”.
وعن هدف الأمريكيين والغرب من مؤتمر بغداد أكد قائلاً أن:واشنطن تسعى من خلال المؤتمر إلى استعادة توظيف المحور التاريخي الأردني-العراقي، كما رسمه نوري السعيد، مهندس حلف بغداد – أنقرة 1955 كذراع جنوبية لحلف الأطلسي.
ومن المعروف أن السعيد كان آخر رجالات المخابرات البريطانية الأقوياء في الشرق الأوسط، قبل مصرعه في ثورة تموز 1958.
ويشار إلى أن مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة انطلق في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات على ساحل البحر الميت في الأردن وذلك بدعوة من العاهل الأردني عبد الله الثاني، وبالتنسيق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وبحضورهما.
ويأتي انطلاق المؤتمر في الأردن بناءً على قرار صدر عن المؤتمر الأول الذي عُقد في آب 2021، في بغداد.
وبحسب البيان الختامي الذي صدر في ختام أعمال المؤتمر فقد أكّد المشاركون :“وقوفهم إلى جانب العراق في مواجهة جميع التحديات، بما ذلك تحدي الإرهاب”.
مشددين على أنّ “تحقيق التنمية الاقتصادية، ونجاح مشاريع التعاون الإقليمي يتطلبان علاقات إقليمية بنّاءة وقائمة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية” وذلك وفقاً لمانقلته الوكالة الفرنسية للأنباء.