موقع “أكسيوس” الأميركي يتحدث نقلاً عن مصادر أميركية وإسرائيلية أنّ مصر أوقفت تنفيذ اتفاقية تيران وصنافير مع السعودية والكيان الإسرائيلي.
أفاد موقع “أكسيوس” الأميركي، نقلاً عنمصادر أميركية وإسرائيلية أن مصر أوقفت تنفيذ اتفاق “تيران وصنافير”، المتعلق بالجزيرتين الاستراتيجيتين في البحر الأحمر، الأمر الذي يعرقل مساراً تطبيعياً بين السعودية والكيان الإسرائيلي بحسب المصادر.
كذلك، ذكر 4 مسؤولين إسرائيليين ومصدر أميركي، أنّ “مصر أوقفت تنفيذ اتفاق بشأن جزيرتين استراتيجيتين في البحر الأحمر”.
فيما أفادت المصادر للموقع أنّ مصر “بدأت في الأسابيع الأخيرة في إبداء تحفظات، معظمها ذات طبيعة فنية، بما في ذلك بشأن تركيب كاميرات في الجزر التي كانت جزءاً من الاتفاق”، مشيرةً إلى أنه “من المفترض أن تراقب الكاميرات النشاط في تيران وصنافير، وكذلك في مضيق تيران”.
بالإضافة إلى ذلك،أكّد المسؤولون الإسرائيليون لموقع “أكسيوس” أنّ “الاتفاق، بما في ذلك انسحاب القوة متعددة الجنسيات من الجزر، لن يتمّ تنفيذه بحلول نهاية الشهر الجاري بسبب التحفظات المصرية”.
وأكدوا أنّهم “يعتقدون أنّ مصر تعطّل الصفقة بسبب قضايا ثنائية بين الولايات المتحدة ومصر، بما في ذلك المساعدة العسكرية الأميركية”.
علماً أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، كانت قد جمّدت مرتين سابقاً 10% من نحو 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية التي تخصصها لمصر سنوياً، بدعوى مخاوف حقوق الإنسان.
الأهمية الاستراتيجية لجزيرتي (تيران وصنافير)
- جزيرة تيران
تقع جزيرة تيران في مدخل مضيق تيران، الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، وتبعد 6 كم عن ساحل سيناء الشرقي و 8 كم عن السواحل الغربية السعودية، تبلغ مساحة الجزيرة 80كم². - جزيرة صنافير
تقع شرق جزيرة تيران، على بعد 3كم، وتبلغ مساحتها 33كم².
الممرات المائية نحو مضيق تيران
وتكمن الأهمية الاستراتيجية للجزبرتين في الممرات المائية الثلاثة حولهما، حيث يقع ممران بين جزيرة تيران وشرم الشيخ، ويبلغ عمق الأول 290 متراً ويُسمّى ممر “إنتربرايز” وهو الممر الوحيد الصالح للملاحة.
والممر الثاني يُسمّى ممر “جرافتون”، ويبلغ عمقه 73 متراً، والممر الثالث يقع بين جزيرتي تيران وصنافير ويبلغ عمقه 16 متراً فقط.
وتتحكّم هذه الجزر بالمداخل الوحيدة لمضيق تيران، الذي يبلغ عرضه 4.5 كم، ويُعد البوابة الوحيدة لخليج العقبة، ما يجعلها تتحكّم في حركة الملاحة الدولية وتمكّن الطرف المسيطر عليها من إغلاق الملاحة في الخليج في أي وقت في اتجاه ميناء “إيلات” في فلسطين المحتلّة وميناء العقبة في الأردن.
كما تتميّز هذه الجزر بأهميةٍ سياحية وطبيعية كبيرة، وتحتوي مستعمرات مُرجانية نادرة وتعدّ مستقراً لعددٍ كبيرٍ من الأحياء البحرية النادرة والطيور المُهاجرة ومكاناً مميزاً لممارسة سياحة الغوص.
ويذكر أن تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط، بعد تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية، وإضعاف قدرة الجيش الأمريكي بسبب الأزمات التي أقحمته بها الإدارة الأميركية سواء في أفغانستان أو العراق أو سورية، أدى إلى فقدان أمريكا قوة قرارها وسيطرتها التي كانت في السابق قادرة على فرض السياسات على أرض الواقع أكثر.
كما أن خذلان أمريكا لحلفائها منذ مغادرة آخر طائرة أمريكية في أفغانستان تاركة حلفاءها لمصيرهم المجهول، إلى توريط المجتمع الأوربي في مواجهة روسيا والذي أدى إلى أزمة الطاقة التي تعاني منها أوربا، والانهيار الاقتصادي في منطقة اليورو كان له الدور الأكبر في تراجع قدرة الولايات المتحدة الأمريكية في تمرير سياساتها في المنطقة.