قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الاثنين؛ في لقاء مع مدراء وسائل الإعلام الروسية: “نحن، كما قلنا أكثر من مرة، لن نركض خلف الغرب، لقد قطعوا جميع العلاقات تقريباً”.
مضيفاً إنّ الغرب سيشهد قريباً “انخفاضاً خطيراً في قدرته على توجيه الاقتصاد العالمي، وحينها سيتعيّن عليه التفاوض، بصرف النظر عن رغبته في ذلك من عدمها”.
مشيراً إلى أنّ “موسكو لديها من تتعاون معه في المجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وفي الرياضة، وسنركز على أولئك الذين لم يخذلونا أبداً، والذين توصلنا معهم أحياناً إلى حل وسط، إلاّ أنّ مع الغرب كل شيء هو عكس ذلك تماماً”.
متابعاً أنّ “ما نراه الآن من محاولات من جانب واشنطن على جميع الدول لاتّخاذ موقف ضد روسيا، والانضمام للعقوبات ضدها، يجسد تنبؤات فرانسيس فوكوياما بنهاية التاريخ على أرض الواقع”.
لافتاً إلى أنّ “عدداً من الدول، بل وعدداً من السياسيين، حتى داخل الولايات المتحدة، يفهمون ضرورة الحياة جنباً إلى جنب، وبدأت أصواتهم في الظهور”.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل غالوزين في وقت سابق من اليوم ، إنّ “الغرب يريد انتصار كييف الكامل وغير المشروط، بالإضافة إلى عودة جميع المناطق الروسية الجديدة إلى أوكرانيا”، معقباً بأنّ “هذه الشروط المسبقة لا يمكن أن تكون أساساً لمحادثة بناءة”.
وأكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديميتري مدفيديف، في هذا الإطار، أمس الأحد، أنّ موسكو ستبذل قصارى جهدها لمنع حدوث كارثة نووية، مبيناً أنّه “في حال لم تحصل موسكو على ضمانات بأقصى قدر من الأمن، فإنّ التوتر سيستمر إلى أجل غير مسمى”.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إنّ روسيا “منفتحة على الاتصالات”، لكنّ كييف قررت عدم الاستمرار في المفاوضات.
وصرح المستشار الألماني أولاف شولتس، منذ أيام، بأنّ المفاوضات مع روسيا يجب أن تستمر “حتى تحصل أوكرانيا على فرصة للسلام”، مضيفاً: “من المهم ألاّ نسمح بقطع خيط المحادثة على الرغم من الخلافات الكبيرة. إذا لم نتحدث، فسيكون من غير المرجح أن تنهي روسيا الحرب”.
يذكر أنّ كبير المفاوضين الأوكرانيين في المحادثات مع روسيا، دافيد أراخاميا، رجّح بأنّ تبدأ المفاوضات بين البلدين من جديد في النصف الثاني من عام 2023.