علّقت وزارة الخارجية الإيرانية على طلب البرلمان العراقي باتخاذ “إجراءات جدية” للكشف عن المتورطين في اغتيال القائدين الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.
حيث أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني يوم أمس أنّ:”إيران تتابع قضية اغتيال الشهيد سليماني بأبعاد مختلفة” محمّلاً “الإدارة الأميركية المسؤولية عنها”.
وفي السياق ذاته اشار إلى أنّ:”الولايات المتحدة تبنّت اغتيال سليماني”.
مؤكداً أنّ “طهران تتابع جميع السبل القانونية لمحاكمة المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجريمة”.
وقد جاء موقف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بعدما طالب البرلمان العراقي الأحد الماضي الحكومة والقضاء العراقيين باتخاذ “إجراءات جدية” من أجل الكشف عن المتورطين في اغتيال قادة النصر (نائب رئيس الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس قاسم سليماني).
من جهته كان عضو مجلس النواب العراقي محمد البلداوي قد أفاد في وقت سابق بأنّ: “الفرصة مواتية الآن أمام الحكومة والقضاء لمحاسبة جميع الذين يشك بأنهم تورطوا في جريمة الاغتيال قرب المطار، بعد إبعادهم عن المناصب الحكومية” من دون أن يسميّهم.
لافتاً إلى أنّ “الفرصة أصبحت سانحة أمامهم من أجل التحقيق بجدية والوصول إلى المجرمين الحقيقيين”.
وأضاف: “الجهة المسؤولة عن تنفيذ العملية الإرهابية والأداة التي استخدمت في الجريمة معروفة، لكن الآن نبحث عمن كان متورطاً ومتواطئاً في هذه الجريمة والذي أوصل المعلومة للعدو”.
مشدداً على: “ضرورة أن يكون للبرلمان موقف حازم تجاه هذا الملف”.
وفي حزيران الماضي كشف القضاء الإيراني عدد الدول التي شاركت في اغتيال سلیماني، وحدد 125 متهماً ومشتبهاً فيه، وهم عناصر في هيكل الإدارة الأميركية، وشدد على ضرورة محاكمة هذه الدول.
وصرح أمين لجنة حقوق الإنسان الإيرانية كاظم غريب آبادي بأنه: “تمّ تحديد أشخاص في كل من بريطانيا وأميركا وألمانيا والأردن وغيرها”.
منوِّهاً إلى الدور الفاعل لسليماني في القضاء على “داعش” في العراق وسوريا وذلك بحسب ما أفادت به “وكالة فارس” الإيرانية.
بدوره شدد رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجئي أنه “يتعين على الحكومة والسلطة القضائية ووزارة الخارجية استخدام جميع الإمكانيات القانونية لملاحقة المجرمين الضالعين في اغتيال سليماني ورفاقه ومحاكمتهم في المحاكم والمنظمات الدولية وفي محاكم محلية”.
وفي السياق ذاته اتهم إجئي بأن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب هو المسؤول المباشر عن إصدار أمر تنفيذ العملية الإجرامية الإرهابية وبمشاركة بعض المسؤولين من دول أخرى لكن مناصبهم لا تمنعهم تحمّل مسؤولية هذه الجريمة وضرورة معاقبتهم”.
وأشار إلى أنّ “الإجراءات التي قام بها النظام القضائي العراقي تؤشر علی عزم العراق على اعتقال ومحاكمة ومعاقبة هؤلاء المجرمين”.
وتجدر الإشارة إلى أنه في الثالث من كانون الثاني 2020 استهدف صاروخان من طراز “هيل فاير”، قائد قوة القدس في حرس الثورة الإيراني القائد قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس بعد وقت قصير من مغادرتهم مطار بغداد.
وفي سياقٍ متصل أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فجر اليوم نفسه الذي تمت فيه عملية الاغتيال، تنفيذ ضربة جوية بالقرب من مطار بغداد الدولي أسفرت عن “مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وآخرين” في الغارة.