من المعروف بأنّ عادة الكيان “الإسرائيلي” عبر تاريخه المشؤوم أنه لا يهدد ابداً “اعداءه” بل ينفذ كل ما يستطيع تنفيذه ضدهم دون أدنى تردد بل إنه في أغلب الأحيان لم يعترف بما نفذ.
وإنّ كل ما فعله حتى اليوم من عدوان لم يكن انطلاقا من “قوته الذاتية” فقط، بل من التنسيق الوثيق ومن الدعم المطلق وغير المحدود الذي يتلقاه من الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة.
فمنذ سنوات لم يعد الكيان “الإسرائيلي” صامتاً كما في السابق عندما كانت طائراته وصواريخه تتحدث بدلاً عنه بلغتها الخاصة على الارض.
ولكنه اليوم أضحى لا يهدد فحسب بل أصبح من كثرة تهديداته عنوانا للثرثرة، وثرثرته هذه باتت مادة للسخرية والتندر، حتى في إعلامه وصحافته.
وآخر حفلات الثرثرة لزعماء الكيان الإسرائيلي كانت على لسان عريفها رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي الذي أعلن في كلمة ألقاها يوم أمس في معهد دراسات “الأمن القومي الإسرائيلي” التابع لجامعة تل أبيب ونقلته بدورها صحيفة “جروزاليم بوست” أن :” مستوى الاستعداد لعملية في إيران قد تحسن بشكل كبير وسأقول أكثر من ذلك سيكون الجيش الإسرائيلي جاهزا لليوم الذي يتم فيه إصدار أمر بالعمل ضد البرنامج النووي وسينجز المهمة التي يتم تكليفه بها”.
يتسائل مراقبون بأنه ما الذي حصل لـ”إسرائيل” التي اعتادت تجنب الإعلان عن مسؤوليتها إزاء ما تنفذه من هجمات بأن تثرثر بهذا الشكل البائس.
وكما تتحدث ومنذ أكثر من عقد من الزمن عن نيتها شن هجمات على طهران وعن اجرائها مناورات مع واشنطن والغرب استعداداً للهجوم على إيران، بل إنها باتت تتحدث عن مواعيد تقريبية لهذا الهجوم؟!.
الذي حصل هو أن إيران جعلت من طائرت وصواريخ “إسرائيل”، تلوذ بالصمت وتبلع لسانها الطويل وجعلت في المقابل زعماءها يثرثرون.
والجدير بالذكر أن طهران جعلت “اسرائيل” تعرف ولأول مرة حجمها الحقيقي وأنه لم يعد بمقدورها إتكالا على امريكا والغرب أن تهاجم وتعتدي، دون رادع.
وكما أجبرتها أن تبدأ الحروب وتنهيها بإرادتها هي فقط فهذا الزمن قد حذفته إيران من تاريخ “إسرائيل” المشؤوم وإلى الأبد.
وكما أن “اسرائيل” تعترف من خلال هذه الثرثرة بعجزها وعجز حلفائها على مهاجمة طهران فالجميع بات يعلم أن مهاجمة إيران، تعني أن على الغرب أن يقيم المآتم على “روح” الكيان المزيف الذي زرعه في قلب العالم الإسلامي منذ أكثر من سبعين عاماً.