وصفت قناة “العالم” الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” في صفحتها قائلةً؛ اعتقد الأرعن ترامب ورفيقه بالرعونة بومبيو، أنّ بإمكانهما أن يتصرفا بمطلق الحرية بالمنطقة، في حال تخلّصا من القائد “سليماني”، الذي أبطل سرحهما المتمثل بـ “داعش”، التي كانت معولاً بيد أمريكا لتقسيم دول المنطقة وشرذمة شعوبها.
ولكن ماذا حصل؟
أصبحت أمريكا أقلّ أمناً من السابق؛ والموت يحوم حول الأمريكيين في المنطقة فاليوم وفي ذكرى استشهاد القائد سليماني الثالثة، مع رفيق دربه الشهيد القائد أبو مهدي المهندس، ورفاقهما الأبرار، لم يعد سليماني القائد بيننا، إلا أننا نستشعر وجود سليماني الشهيد، بشكل أكثر كثافة وتأثيراً.
فبدل سليماني؛ هناك “سليمانيون” يحومون حول قبره، ويتوعدون قاتليه، ويزلزلون الأرض تحت أقدام الاحتلال الأمريكي في المنطقة، حتى بات المحتل يحسب كل صحية عليه.
وفي هذه الذكرى قد شبهت سيدة مسيحية فاضلة، استشهاد القائد “قاسم سليماني”، بتكسر زجاجة العطر، فعطر الزجاجة، عندما كانت سليمة، يبقى عبقها محصوراً في داخلها أو في نطاق ضيق، ولكن عندما تنكسر، يفوح عطرها في كافة الارجاء.
وهنا فقط يكمن سر طلب سليماني الدائم للشهادة، التي كان يعتبرها دواء لدائه، فلحظة سقوط الشهيد، هي لحظة نهوض أمة، فدماء الشهداء الطاهرة، هي اكسير حياة الشعوب والأمم، وهذه الحقيقة، أكدها لنا سليماني الشهيد، قبل سليماني القائد.
ها هو عطر سليماني، يملأ المنطقة بمئات الآلاف من “السليمانيين” المتعطشين للشهادة، والموت على درب قائدهم، حتى كبار المسؤولين، للاعتراف وبصريح العبارة، أنّ “قتل سليماني”؛ وعطر زجاجة سليماني المهشمة، سحرت الملايين من الإيرانيين وغير الإيرانيين، بأريجه.
عبق وشذا وعطر زجاجة سليماني، ستبقى تفوح في أرجاء المنطقة، حتى تطهيرها من آخر جندي أمريكي محتل، ولن تمنح المتورطين في جريمة استشهاد سليماني، أن يشعروا بلحظة راحة أو أمان، ودليلنا على ذلك، هذا الجيش “السليماني” الذي يملأ الأرجاء، وينادي يا لثارات سليماني والمهندس.