بدأ نحو 7 آلاف ممرّض وممرضة الإضراب عن العمل في اثنين من أكبر المستشفيات في مدينة نيويورك الأميركية، من أجل “عقود عادلة تعمل على تحسين رعاية المرضى”.
وبصورة أساسية يشتكي المحتجّون، من توقف التوظيف منذ ثلاثة أعوام بعد انتشار جائحة كورونا.
وبحسب وكالة “أ ب” بدأ ما يصل إلى 3500 ممرضة في مركز مونتيفيوري الطبي في حيّ “برونكس”، ونحو 3600 ممرض في مستشفى “ماونت سيناي” في مانهاتن؛ الإضراب عن العمل بعد مفاوضات جرت نهاية الأسبوع من دون أن تسفر بعد عن اتفاق لعقد جديد.
وكلّفت المستشفيات التي يملكها القطاع الخاص وغير الهادفة إلىة الربح؛ إداريين من ذوي الخلفيات التمريضية للعمل في الأجنحة من أجل التعامل مع الإضراب كما عملت على تأجيل العمليات الجراحية غير الطارئة، وتحويل سيارات الإسعاف إلى مراكز طبية أخرى.
وفي بيان ذكرته جمعية الممرضات في ولاية نيويورك، إنه “بعد المساومة في وقت متأخر من الليل في مستشفى مونتيفيوري وماونت سيناي أمس، لم يتمّ التوصل إلى اتفاقات مبدئية”.
مضيفةً أنّ “الإضراب سيجري في أربعة مستشفيات: “مونتيفيوري موسى” و”مونتيفيوري فايلر” و”مونتيفيوري هاتش” في برونكس و”ماونت سيناي” في مانهاتن.
وقالت رابطة الممرضات في ولاية نيويورك، التي تمثّل العاملات، في بيان مساء الأحد، إنّها “أُجبرت على اتخاذ خطوة صارمة بسبب النقص المزمن في الممرضات اللواتي يُتركن للعناية بعدد كبير جداً من المرضى”.
وأضافت الرابطة أنّ “الممرضات لا يُرِدْن الإضراب، لقد دَفَعَنا رؤساء العمل إلى الإضراب من خلال رفض النظر بجدية في مقترحاتنا لمعالجة الأزمة اليائسة، والمتمثلة بالتوظيف غير الآمن الذي يضرّ بمرضانا”.
وقال الممرض المسجّل والذي عمل في مستشفى ماونت سيناي لأكثر من 7 أعوام “مات ألين”، لشبكة “سي بي أس” نيويورك، إنّ “المرضى كانوا في مواقف غير آمنة لفترة طويلة جداً، لقد دأبت طواقم التمريض الأمريكية على طلب المساعدة من إدارة المستشفى، قائلين لهم “مرحباً! هناك عدد كبير جداً من المرضى، وعدد الممرضين والممرضات قليل جداً”.
مضيفاً أنّه “أمر مفجع أن تكون تراخيصنا على المحك، وإذا كنا نعتني بعدد كبير جداً من المرضى، فنحن أكثر عرضة لارتكاب خطأ”.
وتعتمد المستشفيات بحسب وسائل إعلام أمريكية، على عزل النقابات وحصارها، إلى جانب مساعدة الحزب الديمقراطي في المدينة والولاية على فرض إنهاء للحراك النقابي.
بالإضافة لاستعداد إدارات المستشفيات لبذل جهود كبيرة لكسر الإضراب، وتعمل بنشاط على تجنيد طواقم تمريض بديلة، وعلى التجسس على العمال، وعلى تهديد العمال بالانتقام.
من جهة أخرى يتمّ تقديم دعم هائل إلى الممرضين والممرضات المضربين من العاملين في نيويورك وخارجها، إذ إنّ مئات الآلاف من عمال البلدية في المدينة حالياً هم من دون عقود عمل.
وبعد الإشادة بهم كأبطال للعمل خلال المرحلة الأولى من وباء “كوفيد-19″، يتمّ التعامل معهم على أنه يمكن التخلص منهم، بينما يكافح الممرضون من أجل تغطية نفقاتهم وسط تضخّم قياسي.
وبدأ العاملون في مجال الرعاية الصحية وغيرهم من العاملين في اتخاذ إجراءات لتحسين ظروفهم،في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الإضراب التاريخي لممرضات الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة.