إن تصريح الرئيس بشار الأسد خلال لقائه بالمبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف عندما قال : “هذه اللقاءات حتى تكون مثمرة فإنها يجب أن تبنى على تنسيق وتخطيط مسبق بين سوريا وروسيا
من أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج الملموسة التي تريدها سوريا من هذه اللقاءات، انطلاقاً من الثوابت والمبادئ الوطنية للدولة والشعب المبنية على إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب”.
حيث أكد الرئيس الأسد بأن دمشق ليست في عجلة من أمرها لإنجاز التقارب السوري- التركي، وأنها ليست بصدد تقديم أي تنازل في سبيل تحقيق هذا المسار.
وفي السياق ذاته لفت الكاتب فاضل المناصفة في صحيفة “العرب” اللندنية إلى بأن: “ما يهم الرئيس بشار الأسد اليوم عودة العلاقات مع تركيا بالشكل الذي يحفظ سلامة ووحدة أراضي سوريا، وإن نجح هذا التقارب فسيمثل الضربة القاضية للمعارضة التي تتخذ من أنقرة مقراً لها، ثم تأتي علاقة سوريا بمحيطها العربي أيضاً كأولوية تنهي بها دمشق عقداً كاملاً من العزلة”.
وفي سياق متصل أشار الكاتب علاء الحلبي في “الأخبار” اللبنانية إلى أن:” على عكْس الاستعجال التركي لتحقيق قفزات سريعة في التقارب مع دمشق، تبدي الأخيرة تأنّياً واضحاً في هذا المسار، راهِنةً إيّاه بالحصول على خريطة طريق واضحة ومزمّنة تشمل”.
مبيناً بأن: “حديث الرئيس الأسد جاء بعد ساعات من خروج تسريبات حول موقف دمشق من عقْد اجتماع بين وزيرَي خارجيتَي البلدَين، كانت أعلنت أنقرة تطلّعها إلى إتمامه منتصف الشهر الحالي.
إذ أوضحت الحكومة السورية، على لسان مصدر رسمي رفيع المستوى أن موعد اللقاء لم يُحدَّد بعد بسبب رفض دمشق عقْده قبل تحديد الأهداف المرجوَّة منه، وفي مقدّمتها انسحاب الجيش التركي من كامل الأراضي السورية، بالإضافة إلى رفضها استثماره في العملية الانتخابية التركية، والتي يشكّل الملفّ السوري أحد أبرز عناوينها الدعائية”.
ومن جانب آخر أكدت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إلى أن تصريح الرئيس الأسد هو التصريح السوري الرسمي الأول الذي يصدر بخصوص اللقاءات المقبلة التي ستجمع سوريا وتركيا.
مؤكدةً إلى أنه: “بعد قطيعة استمرت 11 عاماً برزت خلال الفترة الماضية مؤشرات تقارب بين الطرفين توّجها في 28 كانون الأول الماضي لقاء في موسكو بين وزراء الدفاع الروسي سيرغي شويغو والتركي خلوصي آكار والسوري علي محمود عباس”.
لافتةً بأن: “الأمر لا يقتصر على أنقرة إذ أنه بعد عزلة فرضتها دول عربية أيضاً على سوريا برزت منذ سنوات قليلة مؤشرات انفتاح عربي تجاه دمشق أبرزها إعادة فتح دولة الإمارات لسفارتها في دمشق في عام 2018 ثم زيارة الأسد إلى الإمارات في آذار الماضي”.
وتجدر الإشارة إلى أن تصريح الرئيس الأسد قد جاء بمثابة توضيح رسمي ونهائي سوري بخصوص عملية التقارب السوري- التركي، وأن الاستراتيجية السورية واعية إلى كافة تفاصيل هذا المسار والمتطلبات التركية لتحقيقه، وفي هذا السياق يشير بعض الخبراء إلى أن إتمام عملية هذا التقارب لن تكون سهلة بعد 11 عاماً من عداء أنقرة لدمشق.