بدأت إسرائيل محاولة استفزاز المقاومة الفلسطينية وبالأخص حركة الجهاد الإسلامي من خلال اعتقال قوات الاحتلال زعيم الجهاد الإسلامي بسام السعدي شمال الضفة الغربية.
وبينما أطلقت إسرائيل ثلاث سيناريوهات على وسائل الإعلام كحرب نفسية إحداها كان التظاهر بأن الجيش الإسرائيلي سيتراجع عن إطلاق الصواريخ، وبذلك لن تكون هناك مواجهة.
قامت إسرائيل بتوجيه ضربة استباقية لقطاع غزة معلنة إطلاق عملية ضد الجهاد الإسلامي في غزة باسم “طلوع الفجر”.
وكانت هذه الضربة الاستباقية خشية من توحد جبهات المقاومة في الرد على اعتقال الشيخ بسام السعدي بعد المواقف التصعيدية لفصائل المقاومة، فحاولت عزل الجهاد الإسلامي عن طريق استمالة حماس بتصريحات تفيد بعدم نية الكيان الإسرائيلي في فتح جبهة معها.
كما أطلق وزير الجيش بني غانتس تصريحاً قال فيه: “أوصلنا رسائل عبر مصر إلى حماس بأن حجم التصعيد مرتبط بتدخل حماس فيه وبطبيعة رد الجهاد الإسلامي”.
وتحدثت مصادر إسرائيلية أن إسرائيل أوضحت أنه يجب على حماس أن تعمل على كبح جماح سرايا القدس من أجل منع المزيد من التصعيد.
فشل المفاوضات حول كاريش !
ويأتي هذا العدوان الإسرائيلي وفتح جبهة مع المقاومة الفلسطينية نتيجة لتعرقل المفاوضات مع المقاومة اللبنانية حول حقل كاريش.
حيث فشلت الوساطة الأمريكية في المفاوضات حول استخراج الغاز من حقل كاريش وترسيم الحدود في إخضاع المقاومة اللبنانية للتنازل عن شروطها أو التخلي عن حقوق لبنان من الغاز في مياهه الإقليمية.
معتبرةً أن حصول لبنان على حقه في استخراج الغاز من مياهه الإقليمية بمثابة طاقة الفرج للخروج من أزمته الاقتصادية والمعيشيةوالخدمية الخانقة.
فيحاول الكيان الإسرائيلي اللعب على الوقت الضائع لتحصيل أوراق رابحة قبل الجلوس على طاولة المفاوضات من أجل حقل كاريش.
وقد ذكرت الصحف العبرية أن الحكومة الإسرائيلية مضطرة لتوجيه ضربة للجهاد الإسلامي لتثبيت معادلة الردع، لعدم تدهور الوضع الداخلي أكثر.
وأيضاً نشرت هذه الصحف على لسان المسؤولين الأمنيين أنه مع عدم التوصل إلى اتفاق مع لبنان في ترسيم الحدود البحرية ستزداد فرص اندلاع تصعيد أمني في منطقة الحدود الشمالية.
ويأتي النزاع على حقل كاريش واستماتة الكيان الإسرائيلي في انتزاعه من الحدود اللبنانية نظراً لأهميته كبديل منافس للغاز الروسي حيث يمكن الاستغناء عنه إذا ما تمت عملية استخراج الغاز من كاريش.
فيتم بذلك الالتفاف على أزمة الطاقة التي فجرتها موسكو في أمريكا والدول الأوربية وأيضاً الحفاظ على التفوق الإسرائيلي واستمرار الدعم الغربي له.
لكن المقاومة الفلسطينية في غزة كانت متنبهة لمحاولة إسرائيل شق صف وحدتها للاستفراد بالجهاد الإسلامي فكان رد المقاومة من خلال غرفة عمليات مشتركة تضم جميع الفصائل بالتأكيد على وحدة الصف والجبهة الموحدة في ردع الكيان الإسرائيلي.
وبينما أشارت إسرائيل أن هذه المعركة مع غزة هي معركة محدودة محاولة التهدئة عبر الوساطة المصرية أصدرت المقاومة في بيان لها رفضها لأية وساطة معلنة أنها حرباً مفتوحة مع العدو
وطالما أن النزاع العالمي حول مصادر الطاقة والذي انعكس إقليمياً من خلال حقل كاريش فإن المقاومة ستفاجئ الكيان الإسرائيلي بمعادلة ردع جديدة تجله يخسر أوراقه في أي تفاوض بشأن كاريش.
الداخل المحتل يلبي النداء
ولن يقف التصعيد عند حدود قطاع غزة ولن تنتهي صواريخ المقاومة باستهداف مستوطنات الغلاف بل تريد المقاومة أن تكون هذه الحرب الذي بدأها الإسرائيلي شرارة انتفاضة في كافة الأراضي الفلسطينية وخاصة الضفة الغربية.
فقد تشهد الأيام أو الساعات القادمة عودة شبح الفلتان الأمني داخل المجتمع الإسرائيلي وعودة العمليات الفدائية في الداخل وبكافة الوسائل المتاحة بيد الشعب الفلسطيني.
وقد بدأت الآن مسيرات شعبية في الضفة الغربية داعمة للمقاومة في غزة، واندلاع اندلاع مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في مخيم العروب شمال الخليل.
واستنفار كتيبة جنين في الشوارع مدججين بالأسلحة استعداداً للرد على الكيان الإسرائيلي مختلف المدن المحتلة.
وربما تلجأ المقاومة في غزة إلى استثمار الانتفاضة الشعبية داخل الأراضي المحتلة استعداداً لتوسيع نطاق قطاع غزة ليشمل مناطق من الضفة الغربية لكسر هيبة العدو الإسرائيلي وإضعاف بنيانه الهش كمقدمةً للمعركة الوجودية الكبرى وتحرير كامل الأراضي المحتلة.